تنخفض نسبة الخلافات بين الزوجين كلما ارتفع المستوى التعليمي لكليهما، ففي حين تكون نسبة هذه الخلافات 50 بالمائة عندما لا يتمتع الزوجان بأي مستوى تعليمي فهي في حدود 49 و48 بالمائة لمن هم في مستوى «ابتدائي وكتاب» و«ثانوي ومهني»...
في حين تسجل هذه الخلافات أضعف درجاتها لتصل نسبة 35 بالمائة عندما ينتمي الزوجان إلى مستوى التعليم العالي... معطيات وردت في دراسة حديثة تحت عنوان «المال بين الزوجين والتصرف في الدخل الأسري» قام بها مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة على عينة تتكون من 500 متزوج و500 متزوجة على مستوى إقليم تونس.
وعزت الدراسة هذه المعطيات إلى كون ارتفاع المستوى التعليمي يعني في أغلب الأحيان انخفاض عدد الأبناء... ويتطابق هذا الاستنتاج مع ما أكدته عديد الدراسات المهتمة بالعلاقة بين مستويات الخصوبة والمستوى التعليمي للزوجين علاوة على أن ارتفاع المستوى التعليمي للزوجين يعني ارتفاع الأجور وبالتالي ارتفاع الدخل الأسري والأهم من ذلك هو تقارب وجهات النظر حول المسائل المالية...
هذا الطرح تؤكده السيدة إيمان (أستاذة جامعية) حيث بينت أن المستوى التعليمي للزوجين يلعب دورا فاعلا في التقليص من حدة الخلافات بين الزوجين سيما المالية منها باعتبار أن عقلية كلا الطرفين عقلية تغيب جانب تبادل المصالح...
وأشار السيد رمزي (إطار ببنك) الى أن تدني المستوى التعليمي للزوجين ينتج عنه صدام وعدم إبداء تنازل من أي طرف علاوة على أن مستوى تعليمي جيد يعني في غالب الأوقات دخلا جيدا لكلا الطرفين الأمر الذي يقلص من حدة الخلافات المالية بين الزوجين.
هذا الطرح يفنده السيد طارق بالحاج باحث في علم الاجتماع التربوي فمن وجهة نظره ارتفاع المستوى التعليمي ليس قاعدة عامة للتخفيف من وطأة الخلافات داخل مؤسسة الزواج باعتبار أنه يؤشر أكثر لذات الاهتمامات بين الطرفين ولتواصل يومي معقول خال من التشنج والعنف اللفظي وبالتالي قدرة الطرفين على التفهم والتسامح.
ويشير الباحث في علم الاجتماع التربوي في جانب آخر الى أن البيئة الاجتماعية المشتركة والتكافؤ النفسي والاجتماعي من شأنه أن يجنب الطرفين حدة الخلافات المالية لا المستوى التعليمي العالي..
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire