وخشية أن يتكرّر السيناريو مع أبرياء آخرين خاصة وان الطريق لم تشهد تركيز مخفضات السرعة الاسمنتية بالقرب من هذه المؤسسة التربوية وهو ما يشجع مستعملو العربات والدراجات النارية على السير بسرعة غير قانونية.
«إنها مأساة حلت بنا... ماذا سأقول؟ وماذا سأردّد؟ ففلذة كبدي رحلت ولن تعود ولكني سأتحدث حتى يصل صوتي إلى الجهات المعنية حتى لا تتكرر الواقعة التي مزقت قلوبنا... وتكتوي عائلة أخرى بنار الفراق». بهذه العبارات التي تترجم حالة الحزن التي كان عليها بادرنا السيد حسين الميلي والد الطفلة عبير بالحديث عن المأساة التي حلت بعائلته.
وواصل محدثنا بالقول: «فهذه الطريق التي شهدت أشغال توسعة لم تركّز بها المطبّات الاسمنتية رغم وجود المدرسة وهو ما فسح المجال أمام مستعمليها (تربط بين منطقتي بنان وطوزة) لقيادة وسائل نقلهم بسرعة تصل أحيانا إلى مائة كلم ساعة... وهي فرصة لادعو المسؤولين إلى الإسراع بتركيز مخفضات السرعة تفاديا لكوارث وفواجع أخرى نحن في غنى عنها».
فاجعة أمام المدرسة
وعن وقائع الحادث قال محدثنا: «صباح يوم الواقعة توجهت ابنتي عبير (من مواليد غرة سبتمبر 2001) التي تدرس بالسنة الرابعة رفقة شقيقتها «ر» (6 سنوات) إلى مدرسة أبو القاسم الشابي لمتابعة دروسهما وبينما كانتا بصدد الاقتراب من الرصيف وصعوده فاجأتهما في حدود الساعة السابعة صباحا و55 دقيقة دراجة نارية كبيرة الحجم تسير بسرعة جنونية وصدمتهما بعنف، وألقت بهما أرضا على مرأى ومسمع من المارة بينما حاول السائق الفرار ومواصلة طريقه خاصة وان الجميع لا يعرفونه بما انه من منطقة مجاورة غير أن بعض رواد المقهى اعترضوا سبيله وأرغموه على التوقف». قبل ان يسلموه للمصالح الأمنية التي تولت البحث في الظروف التي حامت حول الواقعة.
ماتت الكبرى ونجت الصغرى
نقلت الطفلة عبير على جناح السرعة إلى مستشفى قصر هلال حيث حاول الأطباء إسعافها غير ان تدهور حالتها الصحية الناجمة عن خطورة الإصابات التي لحقت بها دفعت الأطباء إلى طلب نقلها إلى المستشفى الجامعي بالمنستير ولكن جسد عبير لم يقو على المزيد من التحمل ليتوقف قلبها إلى الأبد على مستوى منطقة لمطة وتصل المستشفى مفارقة الحياة لينزل خبر وفاتها نزول الصاعقة على اهلها وأقاربها وكل متساكني هذه المنطقة الهادئة، اما شقيقتها الصغرى «ر» فقد أصيبت ببعض الخدوش والكدمات، ولكن الحادث لم ينجل بعد من مخيّلتها إذ كثيرا ما تنهض في الليل على «كابوس الحادث» صائحة، مضطربة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire