سيطر البارحة الثوار الليبيون على معبر راس الجدير الحدودي فاستبدل العلم الاخضر بعلم الثورة والاستقلال. الا ان هذا المنفذ الحدودي لايزال مغلقا امام حركة العبور في انتظار استكمال الإجراءات التي يفرضها تحول السلطة من نظام القذافي الى الثوار.
وقد انتقل المعبر إلى يد الثوار دون مواجهات حيث ان دخول هؤلاء إلى طرابلس ساهم في قلب موازين القوى لفائدتهم وهو ما اثر على القائمين على المعبر من امنيين وديوانيين الذين فضل اغلبهم الانسحاب قبل وصول الثوار في حين خير البقية الفرار إلى تونس.
وتؤشر سيطرة الثوار على معبر راس جدير، بحسب الملاحظين، الى ان نهاية نظام القذافي وشيكة، اذ ان هذا المعبر شكل دوما شريانا مهما وحيويا لهذا النظام.
وقد لعب هذا المعبر دورا اساسيا اثناء الاحداث في ليبيا اذ يتم من خلاله تزويد هذا البلد بالمؤونة والبنزين. كما يتم عبره ارسال الامدادات الى داخل ليبيا والتي تفد الى تونس من عدة دول عبر البحر.
كما لعب معبر راس جدير دورا ديبلوماسيا وسياسيا غير خاف اذ اتاح لعدد من الشخصيات السياسية الناشطة في نظام القذافي التحرك والسفر الى الخارج في اطار جهود التفاوض من اجل ايجاد حلول للازمة الليبية.
كما كان المعبر ملاذا لعدة شخصيات ليبية اختارت الانشقاق عن نظام القذافي على غرار موسى كوسا وزير الخارجية الليبي وشكري غانم وزير النفط وعدد هام من عائلات الشخصيات الامنية والعسكرية.
وشهد المعبر منذ اندلاع الازمة الليبية ضغطا كبيرا سواء من اللاجئين الذين تجاوز عددهم في اليوم الواحد 16 الفا من جنسيات مختلفة او من العائلات الليبية التي فرت عبر المعبر الى تونس باعداد كبيرة بلغت في اليوم الواحد اكثر من 7 الاف عائلة .
وحافظ معبر راس الجدير الحدودي، رغم الاحداث الدائرة في ليبيا، على دوره المعتاد قبل الازمة وخاصة تامين عبور اعداد هامة من الليبيين للتداوي في تونس.
الا انه دوره في تامين عبور الجرحى خلال المعارك ظل ضعيفا نظرا لسيطرة كتائب القذافي على طول الطريق الساحلية الرابطة بين طرابلس وراس جدير، وهو ما اضطر الثوار الجرحى الى المغامرة بالوصول الى التراب التونسي سواء عن طريق البحر بواسطة زوارق مطاطية اوعبر مسالك صحراوية غير امنة وشاقة.
ويتوقع المحللون ان تسهل سيطرة الثوار على المعبر عملية انسياب الجرحى الليبيين الذين سقطوا في معركة طرابلس وكذلك في مدن زوارة والزاوية والعجيلات وبوكماش.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire