دخل ثوار ليبيا إلى حي بوسليم بالعاصمة طرابلس، وهو آخر المناطق التي كان يتحصن بها كان عدد من أنصار العقيد الليبي معمر القذافي الذي دعا مجددا -في تسجيل صوتي- أنصاره إلى التصدي لمن سماهم المتمردين وتحرير العاصمة.
وأفاد مراسل الجزيرة في طرابلس عبد العظيم محمد بأن الثوار اقتحموا منطقة بوسليم –المجاورة لـمجمع باب العزيزية في جنوب طرابلس- على خلفية تكهنات سابقة بأن سيف الإسلام القذافي يتحصن داخلها مع مجموعة من أنصاره.
وأوضح المراسل أن ثلاث كتائب للثوار اقتحمت حي بوسليم -وهو أحد أكبر أحياء العاصمة- من خلال ثلاثة محاور وتم الدخول من شارع أم درمان.
وقد توجه الثوار إلى بيت يعتقد أن سيف الإسلام وبعض أنصاره يتحصنون به وحصلت اشتباكات في محيط البيت، قتل فيها اثنان من الثوار، وتبين أنه لا يوجد هناك أي من أبناء القذافي. وتمكن الثوار من أسر عدد من عناصر كتائب القذافي.
وأضاف المراسل أن الثوار يفرضون الآن سيطرة كاملة على الحي الذي كان يعتقد أن قوة كبيرة تابعة للقذافي كانت تتحصن فيه، لكن تبين لاحقا أنها قوة بسيطة، وقام الثوار بتمشيط الحي طيلة أربع ساعات.
وأشار المراسل إلى أن الأوضاع الحالية في حي بوسليم توحي بأنه لا وجود للقذافي وأبنائه في المكان، خلافا لما سرى من أنباء في وقت سابق مفادها أنهم يوجدون في أحد المباني هناك، وأن الثوار يحاصرونهم.
وكان الثوار أعلنوا رصد مكافأة مالية بقيمة 1.7 مليون دولار لمن يقبض على العقيد القذافي حيا أو يقتله، وذلك بعد السيطرة على مقره بباب العزيزية.
وفي وقت سابق، نقلت رويترز عن بعض الثوار قولهم إنهم يحاصرون عمارات بالقرب من مجمع العزيزية، ويعتقدون أن القذافي وعددا من أبنائه يتحصنون في تلك البنايات.
من جهة أخرى، أفادت وكالة أنباء التضامن بأنه كانت هناك مفاوضات لخروج أهالي حي بوسليم الذين تحتجزهم كتائب القذافي وتستخدمهم كدروع بشرية في بعض الأحيان.
وفيما تجري اشتباكات متقطعة بمناطق متفرقة من العاصمة، أحصى مراسلو رويترز 30 جثة، يبدو أنها لجنود ومسلحين حاربوا في صف القذافي في موقع بوسط طرابلس.
الناتو يقول إنه يوفر الدعم الميداني للثوار من أجل ملاحقة معمر القذافي (الجزيرة)
دعم الناتو
في غضون ذلك، قال وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس إن حلف الشمال الأطلسي (الناتو) يقدم دعما للثوار على الأرض، ولا سيما في جهودهم لملاحقة العقيد القذافي، وأضاف أن الحلف يقدم معلومات استخباراتية ومعلومات استطلاع.
وأقر الوزير البريطاني -في حديث صحفي- بأنه توجد مناطق مقاومة من جانب النظام الليبي على مستويات ملموسة من الخبرة العسكرية، وما زالت لديهم مخزونات من الأسلحة، وما زالت لديهم القدرة على القيادة والسيطرة.
وحسب المسؤول البريطاني، فإن الأمر قد يستغرق بعض الوقت للقضاء على بقايا النظام تماما، وقال إنه "من المحتمل أن تكون هناك أيام يسودها الإحباط قبل أن يتحرر الشعب الليبي تماما من ميراث القذافي".
دعوة القذافي
وفيما يواصل الثوار تحقيق مزيد من المكاسب الميدانية داخل العاصمة وخارجها، دعا العقيد الليبي أنصاره إلى مقاتلة من سماهم المتمردين وتحرير العاصمة.
وحث القذافي -في رسالة صوتية أذاعتها قناة الرأي الفضائية التي تبث من سوريا- أنصاره على التصدي للثوار الذين تمكنوا أول أمس الثلاثاء من السيطرة على مقر العقيد في مجمع باب العزيزية.
وقال القذافي المتواري عن الأنظار إنه "تجب المقاومة ضد الجرذان الأعداء الذين سيهزمون بالكفاح المسلح (..)، لا تخشوهم أبدا واخشوا الله، اخرجوا، حرروا طرابلس ودمروهم".
ودعا القذافي القبائل الليبية إلى الدفاع عن أراضيها والزحف نحو طرابلس لمنع الثوار والناتو من السيطرة عليها. وأضاف أنه حان الوقت للخروج إلى الشوارع في مسيرات مليونية مقاتلة للدفاع عن طرابلس.
مصطفى عبد الجليل حث باقي مناطق ليبيا على اللحاق بركب الثورة (الفرنسية)
الالتحاق بالثورة
وفي مقابل دعوة القذافي للقتال، دعا رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل باقي المناطق الليبية إلى الالتحاق بركب الثورة التي اندلعت في 17 فبراير/شابط الماضي وتوشك على الإطاحة نهائيا بحكم القذافي الممتد منذ عام 1969.
ورحب عبد الجليل -في مؤتمر صحفي بمدينة بنغازي (شرق)- بأي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع المناطق والقبائل الليبية التي لا تزال الكتائب تحاصرها، وذلك لتجنب إراقة مزيد من الدماء.
كما دعا الليبيين في هذه المناطق إلى تشكيل ما وصفها بلجان شعبية، واختيار من يمثلهم في المجلس الانتقالي للحاق بركب الثورة.
ومن جهة أخرى، قال عبد الجليل إن المجلس الوطني الانتقالي أمن كميات من المحروقات والمواد والغذائية والأدوية في طرابلس والزاوية تكفي لكل ليبيا التي يقول الثوار إنهم يسيطرون على نحو 95% من أراضيها.
وقالت وكالة أنباء التضامن إن الثوار لا يزالون في بن جواد (شرق)، حيث يقومون بتمشيط المدينة وتعزيز موقعهم العسكري، وذلك بعد تبادل إطلاق صواريخ ومدفعية مع كتائب القذافي.
في غضون ذلك، ينتظر الثوار الجواب من أعيان مدينة سرت الذين طلبوا مهلة للرد على المفاوضات التي جرت بينهم وبين الثوار.
وفي هذه الأثناء، قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن القوات الموالية للقذافي تحاصر وتقصف مدينة زوارة (غربي ليبيا) التي يسيطر على وسطها الثوار، مع العلم بأن هؤلاء طلبوا مساعدة المقاتلين في جبل نفوسة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire