رحبت أبرز القوى السياسية في الجزائر بنجاح الثوار الليبيين في إسقاط نظام العقيد معمر القذافي. بينما لم يصدر أي رد فعل رسمي إزاء التطورات الحاصلة بهذا البلد المجاور.
وقالت جبهة القوى الإشتراكية المعارضة في بيان -وصل الجزيرة نت نسخة منه- إن ما سمته السقوط الوشيك لنظام القذافي يعتبر خبرا سارا لكل المناضلين والناشطين من أجل الحرية والديمقراطية عبر العالم.
وأضافت الجبهة -وهي أقدم حزب معارض لنظام الحكم بالجزائر- أن وهم السلطة غير المحدودة الذي يعتبر الميزة الأساسية للأنظمة العربية المناهضة لشعوبها، قد أوصله النظام الليبي إلى أبشع الصور.
وأعربت عن أملها في أن يتمكن الشعب الليبي من الاتحاد بسرعة حول قيادة وطنية ذات تمثيل وقادرة على إقامة دولة ديمقراطية ذات سيادة، لكنها أعربت عن خشيتها من أن يواجه الانتقال الديمقراطي صعوبة أكبر في التجسيد.
وأكدت الجبهة المعارضة في البيان الذي وقعه أمينها العام كريم طابو تضامنها مع الشعب الليبي ضد ما سمته الطغيان، مجددة تمسكها بإقامة المغرب العربي الديمقراطي للشعوب.
وبدورها، هنأت حركة مجتمع السلم (حمس) وهي عضو التحالف الرئاسي الحاكم، في بيان نشر أمس على موقعها الإلكتروني، الشعب الليبي بـ"تحرير نفسه" و"طي صفحة الماضي".
ووجهت حمس رسالة إلى من سمتهم الثوار الأشقاء بليبيا، قالت فيها "إن الثورة العظيمة هي التي تجمع كل الطاقات الوطنية على حب الوطن الواحد والتعاون على وحدته واستقراره وحمايته من كل تهديد خارجي".
واعتبرت الحركة، التي يمثلها 51 نائبا بالبرلمان، أن الطريق ما زال طويلا وشاقا لإعادة بناء دولة تكون بمستوى حجم التضحيات التي قدمها الشعب الليبي الصامد، مشيرة إلى أن "مستقبل ليبيا اليوم بين أيديكم".
شروط
أما على المستوى الرسمي، فلم يصدر أي موقف إزاء التطورات المتلاحقة بليبيا، كما أن الجزائر لم تعترف حتى الآن بـالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا للشعب الليبي، وتواجه اتهامات متكررة بدعم نظام القذافي رغم نفيها ذلك مرارا.
وبهذا السياق، ذكرت صحيفة الخبر بعددها الصادر اليوم الأربعاء أن الجزائر تشترط اعتذار الانتقالي الليبي مقابل "تطبيع سريع" للعلاقات مع ليبيا.
ونقلت الصحيفة الجزائرية عن مصادر حكومية قولها إن وزارة الخارجية شرعت في ترتيب شروط لأي تطبيع مستقبلي بالعلاقات مع ليبيا، يكون أساسه تجاوز مرحلة الخلاف التي تسببت فيها الاتهامات التي وجهت للجزائر، بأن يعتذر الانتقالي، ويتم تحديد المسؤول عن تلك الاتهامات.
وكشف مصدر مسؤول بالخارجية في تصريح مكتوب وزع على بعض وسائل الإعلام، أن الجزائر ليس لديها أي تحفظات بخصوص الانتقالي، وقد فتحت مع ممثليه قنوات اتصال، مشددا على أن بلاده مازالت منشغلة بالقضايا الرئيسية مثل الأمن والاستقرار الدائم بليبيا، وعلى وحدتها والوضع الديمقراطي بها وتأثيراتها المحتملة عليها.
وأضاف المسؤول أن الجزائر ستتكلم عن الوضع بليبيا في "الوقت المناسب".
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire