علقت افتتاحية تايمز على سقوط نظام القذافي في ليبيا بأنه سيزيد الضغط على أسد سوريا.
وقالت الصحيفة إن الأمر لم يستغرق طويلا ليكتشف الأمين العام للأمم المتحدة أن الأسد كان "كاذبا". فقد قال بان كي مون أمس إنه من المزعج أن الزعيم السوري نكث بوعده بعد تأكيده بأنه أوقف كل العمليات العسكرية ضد المعارضة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى مع تضييق الثوار الليبيين الخناق على طرابلس "كان الزعيم السوري الواهم ما زال يبدي نفس الغطرسة وجنون العظمة التي مرغت أنف نظام العقيد معمر القذافي في الوحل".
فقد قال الأسد للتلفاز السوري أمس إن بلاده لن تنحني للضغط الخارجي وإن أي عمل عسكري ضد سوريا ستكون له عواقب أخطر على المعتدي منه على سوريا. وأصر على أنه غير قلق، رغم أن الموقف الأمني صار أكثر تشددا، وقال إننا قادرون على التعامل معه.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعبارة "التعامل معه" يعني "المزيد من إراقة دماء المدنيين بدم بارد وقصف القرى والاعتقالات العشوائية وتعذيب أي شخص يسير في الشارع". وفي نفس المقابلة تحدث الأسد عن انتخابات برلمانية توقع عقدها في فبراير/ شباط القادم، واقترح إصلاحات تسمح بقيام تجمعات سياسية غير حزب البعث.
رحيل فوري
وعلقت الصحيفة على ذلك بأنه من الواضح أن الأسد لم يستوعب بعد الفقدان الكامل للثقة أو الإيمان أو حسن النية تجاهه وعلاقاته الوحشية وزمرة زبانية الأمن الموالين له. وأضافت أنه لا شيء أقل الآن من رحيله الفوري لإنقاذ سوريا.
ومضت في القول إن انتصار الثوار في ليبيا ربما شجع معارضة سوريا الجريئة لكنه لم يجعل رحيل الأسد أكثر تأكيدا.
وهناك دول عربية أخرى تريد رحيله أيضا. فالسعودية غاضبة لقمع المسلمين السنة وتعيش حالة من الرعب خشية انتقال العدوى لها، ولهذا فهي تقود المقاطعة الدبلوماسية العربية.
والأردن يخشى أن حربا أهلية في شمال حدوده يمكن أن تشكل خطرا كبيرا على توازنه السياسي والعرقي والديني الهش.
ولبنان ما زال أسير وحدات حزب الله المسلحة التي تمول من دمشق.
وإيران القوة غير العربية الوحيدة التي تدعم نظام الأسد، ما زالت بحاجة للمحافظة على رأس جسرها في دمشق، ولكن لا بد أنها تعيد الآن حساباتها وترى أنه يمكن الاستغناء عنه.
وبعد أن أخذت بريطانيا زمام المبادرة في حشد التحالف ضد القذافي، فإنها، بالإضافة لأميركا، مستعدة للقيام بذلك مجددا بسوريا. وهذا لن يستلزم عمليات عسكرية. فليس هناك توافق ولا قدرة ولا اهتمام سياسي بهذا المسار. لكن هذا لا يعيق لندن وكل الغرب عن تصعيد كل أنواع الضغوط الأخرى على دمشق.
وهذه العزلة ستؤدي بالنهاية إلى تصدعات سياسية. وستتراجع القوات السورية عن إطلاق النار على مواطنيها. وسيرى رجال الأعمال السوريون أن تجارتهم قد دُمرت. ولن تعود الأقليات السورية تشعر بأنها محمية من قبل نظام متخبط.
وختمت تايمز بأن الصين وروسيا ما زالتا، لأسباب أنانية إلى حد كبير، تقدمان لسوريا قدرا من الحماية. لكن بعد ليبيا قد تكونان على استعداد للتخلي عن طاغية دمشق. فسوريا دولة عريقة وكان لها شرف قبل آل الأسد وستسترده مرة أخرى.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire