قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل إن معركة طرابلس لم تُحسم ما لمْ تُبسط السيطرة على باب العزيزية الذي قُتل عنده اليوم كثير من الثوار في اشتباكات مع الكتائب، في وقت توقفت فيه محطة التلفزيون التابعة لنظام العقيد معمر القذافي عن البث، في مؤشر آخر على أن نظامه تهاوى فعلا، وسط تأكيدات حلف شمال الأطلسي أن مهمته لم تنته بعد.
وترجمَ تصريحَ عبد الجليل معارك دارت عند هذا المعقل المحصن قتل فيها عدد كبير من الثوار اليوم، بعد ساعات فقط من سيطرتهم على الساحة الرئيسية في العاصمة التي تحولت من الساحة الخضراء إلى ميدان الشهداء.
وكانت خرجت دبابة صباحا من باب العزيزية –وهو منطقة شديدة التحصين مساحتها ستة كيلومترات مربعة- وقصفت حي سيدي خليفة.
جيوب المقاومة
ووجه رئيس المجلس العسكري لطرابلس عبد الحكيم بلحاج نداءً أخيرا لما سماها جيوبا لا تزال تظن أنها قادرة على حماية نظام القذافي، لتلقي سلاحها، وأكد قدرة الثوار على الدفاع عن المدينة ومكتسباتهم.
كما خاطبها القيادي في المجلس الوطني محمود جبريل بالقول إنها إذا لم تلقِ سلاحها فستعامل معاملة الخارجين عن القانون.
وبعد يوم من سيطرة الثوار على معظم أحياء طرابلس، ما زالوا يخوضون مواجهات مع جيوب متفرقة خارج العاصمة وتحديدا في زواوة التي تعرضت أحياء فيها اليوم لقصف بعد سيطرة المعارضة عليها أمس، إضافة إلى مدينتي الخمس وزليتن اللتين تشهدان اشتباكات متقطعة.
من احتفالات سكان طرابلس بدخول الثوار إلى العاصمة صباح اليوم
وقال آمر المجلس العسكري للحركة الوطنية للتحرير العميد منير محمد المبروك للجزيرة إن الثوار يحاصرون باب العزيزية من أكثر من جهة، وتوقع أن تستمر معركته يومين على أكثر تقدير.
وقال سليمان سيفاو -وهو أحد قادة الثوار- إن العاصمة كلها باستثناء باب العزيزية تحت السيطرة، وتحدث عن تعزيزات كبيرة تصل بحرا من الشمال، وبرا من الجنوب والجنوب الشرقي.
فندق ريكسوس
كما سُمعت في فندق ريكسوس الذي يقيم فيه الصحفيون الأجانب –واعتاد مساعدو القذافي عقد مؤتمرات صحفية فيه- أصواتُ إطلاق نار وانفجارات قادمة من جهة المجمع المحصن.
وظل فندق ريكسوس هو الآخر تحت سيطرة الكتائب وتموقعت عنده عربتان نصبت عليهما مدافع رشاشة مضادة للطيران، وانتشر في محيطه قناصة.
وفي مؤشر آخر على السيطرة شبه التامة للثوار على العاصمة، توقف تلفزيون نظام القذافي عن البث، بعد أن بات بيد الثوار الذين أعلنوا أيضا العثور على جثتين تردد أنهما قد تكونان جثتيْ خميس نجل القذافي ورئيس جهاز الاستخبارات عبد الله السنوسي.
واحتفل آلاف الليبيين بدخول الثوار طرابلس في الساحة الخضراء، وهي ساحةٌ دأب القذافي على إلقاء خطبه فيها، وحولوا اسمها إلى "ميدان الشهداء".
وحرر الثوار آلاف المعتقلين –أغلبهم سياسيون- من سجون من تاجوراء وبوسليم والجديدة وعين زارة.
كيف سقطت؟
وسقطت طرابلس في يد الثوار بسرعة غير متوقعة بعد سلسلةِ اختراقات بدأت مطلع الشهر بهجوم من جبال نفوسة، وتسارعت الأسبوع الماضي.
وقالت مصادر للجزيرة إن الكتيبة المكلفة حماية القذافي سلمت نفسها. وقالت مصادر أخرى إن قائد كتيبة حماية طرابلس أمر بإلقاء السلاح وفتح بوابات العاصمة.
وحسب ما ذكر قائدٌ رفيع للثوار اسمه فتحي الباجه لأسوشيتد برس فإن الكتيبة المكلفة حماية العاصمة سلمت نفسها بسرعة لأن قائدها –الذي صفّى القذافي أخا له قبل سنوات- كان يناصر الثوار في السر.
دور الناتو
وتحدث الثوار عن عمليةٍ نُسقت مع أهالي طرابلس –التي سُلح سكانها سرا لينتفضوا- ومع الناتو. لكن الحلف نفى اليوم أن يكون الزحف على طرابلس نسق معه.
الثوار يقولون إنهم اعتقلوا سيف الإسلام المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية (الجزيرة-أرشيف)
وقال ناطق باسمه متحدثا لرويترز إن كل ما جرى أن هجوم الثوار جعل الكتائب تنشر في العراء مزيدا من الأسلحة الثقيلة التي كانت مخبأة للدفاع عن معاقل القذافي في طرابلس ومناطق أخرى، مما سمح لطائراته باستهداف هذه الآليات بدقة أكبر.
وقال "هناك سوء فهم دفع إلى الاعتقاد بأن الناتو كان ينسق مع الثوار في أحدث هجوم على طرابلس"، ورجّح في الوقت نفسه أن يمدد الحلف تفويضه في ليبيا الذي ينتهي خلال 36 يوما.
مصير القذافي
ويبقى مصير القذافي مجهولا، لكن ممثل المعارضة في لندن محمود الناكوع قال إن الثوار سيبحثون عنه في كل مكان حتى يجدوه.
ودعا القذافي –الذي اعتقل ابنه سيف الإسلام المطلوبُ للمحكمة الجنائية الدولية- في ثلاثة تسجيلات صوتية بثت أمس الليبيين إلى الزحف على طرابلس لـ"تحريرها".
كما تحدث الناطق باسم حكومته موسى إبراهيم عن آلاف المقاتلين "ما زالوا يناصرون نظام القذافي"، وقال "مدنٌ كاملة معنا. وهم يأتون جحافلَ لحماية طرابلس".
وفي لقاء مع قناة إيطالية في إيطاليا استبعد عبد السلام جلود -وهو مساعد سابق للعقيد الليبي شارك في انقلاب 1969 وانشق قبل أيام- تماما استسلام القذافي، لكنه استبعد انتحاره لأنه "لا يملك الشجاعة مثل هتلر" لفعل ذلك.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire