مشاريع بالجملة... وتنفيذ بالتقسيطمن المدرسة الورقية إلى المدرسة الرقمية... كم تدوم الرحلة؟ |
أبرمت وزارة التربية منذ 2009إلى اليوم نحو الخمس اتفاقيات تعاون مع مؤسسات عالمية مختصة في تكنلوجيات الاتصال الحديثة قصد الاستفادة من ابتكاراتها وتطويع برامجها وخبراتها في عالم النات للانتقال بالمؤسسة التربوية التونسية من مدرسة ورقية إلى مدرسة رقمية يتخلص فيها التلميذ والمربي من عبء القلم والقرطاس والطباشير واللوحة الخشبية لينصهر في المحتوى الرقمي من سبورة تفاعلية وكتاب إلكتروني ومحفظة رقمية وكراس إلكتروني للتمارين والمرور من تدريس الإعلامية كمادة مستقلة بذاتها إلى التدريس بالإعلامية.. |
ومع "مايكروسوفت"سيتم انشاء مركز امتياز للتكنلوجيات الحديثة في مجال التربية... هكذا تعددت العناوين التي تعاملت معها الوزارة من أجل أن تصبح تكنلوجيات المعلومات والاتصال في متناول التلاميذ والإطارات التربوية فهل تراها غيرت من الصورة النمطية للمدرسة وهل استغنى التلاميذ حقا عن طرق التعلم "التقليدية " ؟ استنادا إلى الواقع السائد يلاحظ المرء أنّ البيت التربوي مازال محافظا على نواميسه ومناهج عمله المتداولة وأنّه باستثناء حضور أجهزة الكمبيوتر التي ناهز عددها نحو 90ألف موزعة على مختلف المؤسسات لم يخرج استغلالها عن الإطار الضيق الذي يمكن وصفه بالبدائي فأين نحن من المشاريع الموعودة ؟ يقول طارق الشهيدي المكلف بملف التكنلوجيات الحديثة بديوان وزير التربية: "إنّ انخراط المؤسسة التعليمية في تكنلوجيات الاتصال الحديثة أمر مفروغ منه على اعتبار أن الهدف المنشود هوالارتقاء بنجاعة المردودالتربوي. ولتكريس مشروع المدرسة الرقمية توخت الوزارة التدرج المدروس في اعتماد هذه التقنيات على الصعيدين الزمني والمكاني للتأسيس الجيد والمحكم لمدرسة الغد ". من هذا المنطلق تم الشروع بالاستثمار في التجهيزات الإعلامية في مرحلة أولى منذ التسعينات إلى مطلع الألفية الجديدة وانطلقت بعدها مرحلة تدريس الإعلامية كمادة قائمة بذاتها لتتبعها عملية التأهب لإدماج تكنلوجيات الاتصال الحديثة بكامل المنظومة وهي المرحلة الثالثة التي انطلقت في 2009 وتتواصل إلى غاية 2014وفقا لما ورد بالبرنامج الرئاسي والتي يرتكز العمل فيها على التعميم التدريجي لمشروع السبورات التفاعلية الذكية التي كانت انطلقت تجربتها بالسنوات الأولى بالمعاهد النموذجية في عدد من المواد العلمية وينتظر التوسع فيها السنة الدراسية 2010-2011 بالأولى ثانوي ليمتد نطاقها في مرحلة موالية إلى الثانويات العمومية وسيكون الرصيد الجملي لهذه الأجهزة في حدود 10ألاف سبورة ذكية. درس رقمي في انتظار تعميم هذه التجربة تعمل الوزارة بالتوازي على بناء الأرضية المساعدة على السيطرة على المحتوى الرقمي حسب ما أورده الشهيدي- من خلال إعداد نماذج للمضمون الرقمي للسبورات التفاعلية بمحتوى تونسي بحت وقد شرع بعد في انجاز نماذج للكتب المدرسية الإلكترونية ستعقبها مباشرة جذاذات التمارين الرقمية بما ييسر عمل المربي والتلميذ معا. في الأثناء يتقدم برنامج تأهيل الموارد البشرية وقد تم تكوين ما يقارب عن42ألف مرب في الإعلامية من مجموع يزيد عن 135ألف إطار تربوي معني بهذا التكوين الإشهادي. وفيما تتواصل "حظيرة" التجديد البيداغوجي الرقمي عملها على قدم وساق دخل مشروع المحفظة الرقمية على الخط عبر برنامج تعاون تونسي روماني يرمي إلى تمكين كل تلميذ ومرب من حاسوب بأسعار مدروسة ومناسبة للغاية حسب تصريحات الوزارة رفضت مصادرنا الإعلان عن موعد الشروع في توزيعه واكتفت بالإشارة إلى أنه" لن يتأخر كثيرا ". نقطة قوة ودون ريب تبقى نقطة قوة برنامج التجديد التربوي الرقمي مشروع القاعدة الرقمية التي ستمكن من تشبيك كافة الفاعلين في عملية التعلم من مربين وتلاميذ وإدارة وحتى الأولياء بما يسمح بالتواصل والتحاور فيما بينهم في فضاء معلوماتي مفتوح محوره الرئيسي التلميذ وستكون البرامج ومواد التدريس ذاتها في متناول كل من يطلبها. وقد شدد المتحدث على أهمية توجه الوزارة نحو توخي أسلوب النمذجة كآلية اختبار ميداني للبرامج المقرة على نطاق ضيّق من المؤسسات ثم تعميمها بعد التحري من نجاعتها بما يضمن أوفر أسباب النجاح للمدرسة الرقمية. وإلى أن يتجسم التحول المنتظرداخل رحاب المدرسة يبقى السؤال قائما حول الحاجة مستقبلا لحضور التلميذ بقاعة الدرس الإسمنتيـــة وتعويضهـا بالقاعة الإفتراضية ؟ |
4 décembre 2010
مشاريع بالجملة... وتنفيذ بالتقسيط من المدرسة الورقية إلى المدرسة الرقمية... كم تدوم الرحلة؟
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire