بعد أن حرمت من المشاركة في «أكبر من أن تراني» في القاهرة
صالحة الجلاصي تثابر وتصدر عراجين الرغبةصالحة الجلاصي شاعرة تونسية احترفت القصيدة منذ 35 سنة تخرجت على حد تعبيرها من كلية الشعر وفنون الرسم بجامعة الحياة صدر لها قبل هذه المجموعة الشعرية ديوانا «اكبر من أن تراني» و «ارتجال الضوء» ولها في طور الإنتاج «لا تزعجوا الماء» و» انتهي إليك رحيلا
أما في المسرح فقد مثلت في مسرحيتي «منامة» سنة 2006 و«عقبة ابن نافع» سنة 2009. ولها في طور الانجاز عمل شعري مسرحي لعلها تستفيد في انجازه من الصعوبات التي اعترضتها عند انجازها لمسرحيتها الشعرية « اكبر من أن تراني « التي عرضتها 10 مرات في مهرجانات الموسم الثقافي 2009 / 2010 والتي أصدرتها على «دي في دي» وتود أن تصورها في إطار أجمل تستعين فيه بمخرج محترف وتقنيي إضاءة وصوت يعطون لإشعارها ولطريقة الإلقاء لديها ما تستحقه من أهمية ويبرزون مكامن الإبداع والتفرد لديها في هذين الفنين المتلازمين لديها واللذين مكناها من أن تقدم الشيء الذي طالما حلم به الشعراء وأحجموا عن تقديمه إما خوفا من مواجهة جماهير الفرجة لقلة الثقة في النفس ولاعتقادهم داخليا أن الزمان لم يعد زمانا للشعر أو لإحساسهم بعظمة مسؤولية الدخول في متاهات العروض الفرجوية والخوف من ردة الفعل
ولعل ما رافق عملية مسرحة منصف المزغني لشعره من غناء على إحدى الفضائيات العربية في صائفة 2010 من إساءات طالت شخصه وتلميحات واستهجان لمحاولته تطوير علاقة الشاعر بالمتلقي ورغبته في الاستفادة من متغيرات الحداثة وثورة تقنيات الاتصال حرصا على أن لا يفقد الشعر مكانته ودوره في المجتمع وكي لا تطغى عليه الرواية التي تتحول إلى دراما وأفلام وتسلبه مكانته وخاصة بعد أن أصبح البعض يجزمون أن الرواية هي الآن ديوان العرب وليس الشعر
مسرحية الشاعرة صالحة الجلاصي التي صورتها على «دي في دي « وذكرت فيها بالعلاقة الحميمية التي ربطت بين المسرح والشعر منذ ظهور الفن الرابع وذلك بعرضها لانفعالات جسدها الثائر المتمرد أحيانا الخائف الحالم أحيانا أخرى وتناسقت فيه حركاتها مع أشعارها وموسيقى قيثارة طارق الرياب أحدثت بها ضجة وصل صداها إلى مهرجان الإبداع المسرحي بالقاهرة فطلب منها المشرفون عليه أن تعرضها في شهر أكتوبر الماضي ولكنها اعتذرت عن ذلك وأجلت المشاركة إلى أكتوبر 2011 أملا في أن تتحسن الظروف وتتمكن من الدعم المادي الذي يساعدها على عرض عملها في مصر في أحسن الظروف علما بان وزارة الثقافة مازالت لا تقدم الدعم لمثل هذه الأعمال على حد تصريح لها حين التقيناها وكان إصدارها الجديد موضوع لقائنا:
«هذا الديوان استوحيته من قصة «الدقلة في عراجينها» التي كتبها الأديب التونسي البشير خريف في الستينات .. وبعد مخاض دام تسع سنوات وجدتني أفي بوعدي لشخصية عشت معها في القصة إذ أني أقول تلك الليلة نبتت داخلها عراجين عجيبة الشكل جديدة المعنى، وتساءلت روحها... هل من الخطأ تولد الصدفة. هي ليلة متمردة حبكها الزمن . هاته الشخصية ركضت بها الرغبة إلى حياة أخرى دون سابق حلم وتاهت من يومها توهان الريح على القمة
هكذا قدمت صالحة الجلاصي سليلة قرطاج ديوانها الصادر مؤخرا عن دار نقوش عربية والذي اختارت له عنوان « عراجين الرغبة
و«عراجين الرغبة» في هذا الديوان عددها ستة هي عرجون الرغبة وعرجون التيه وعرجون الردة وعرجون الصمت وعرجون الموت و عرجون زائد توزعت على 145 صفحة تعرضت فيها إلى عدة مواضيع حساسة و جسدت فيها ما تخفيه نفسها من الم وحزن حد التعري وكان الورقة البيضاء تغريها بقول الصدق وتجميل القبح
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire