الشيخ حاتم الفرشيشي لـلصباح
الاجترار وقلة المرجعيات سبب اعتراض الجمهور على توجه بعض الفنانين للغناء الصوفيبعد أربعة البومات سجل أولها سنة 2000 مع شركة روتانا أصدر الشيخ حاتم الفرشيشي مؤخرا ألبوما جديدا بسبع أغان هي : «الله ربي»، «لبيك الله»، «يا من يرى»، «سلبت ليلى منى العقل»، «الهمزية» ، «يا إلاهي بالمشفع»، و»يا من يريد الحضرة».
عن هذا الألبوم الذي تبنته بالكامل وتبثه حصريا إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم وعن مسيرته الفنية وعن العرض الفرجوي الذي يعده للمهرجانات الصيفية سالت «الصباح» الشيخ حاتم الفرشيشي وهو من ابرز المختصين في الإنشاد الصوفي يتمتع بقوة الصوت والقدرة على أداء مختلف الأشكال الموسيقية... أداؤه متميز وحضوره الركحي متفرد لمع نجمه وبرع في مجال اختصاصه وتوفق في عروضه في المهرجانات التونسية أو في التظاهرات الدولية التي شاركت فيها
من أسبغ عليك لقب الشيخ وأنت في هذا العمر؟
كنت ومازلت رئيس فرقة النجاح للسلامية بالمنستير وقد جرت العادة على ان يكنى رئيس الفرقة في الطريقة السلامية التي نشأت فيها بالشيخ
هل أنت مختص في الإنشاد الصوفي و الأدعية والموشحات أم انك قادر على تقديم كل الأنماط وما هي مرجعياتك؟
في الحقيقة منذ الصغر كنت اغني كل الأنماط وأنا من عشاق عبد الحليم وصباح فخري وغيرهما وفجأة وجدت نفسي مولعا بالسلامية والإنشاد الصوفي عامة . حفظت عن كبار المشائخ في تونس مثل محمود عزيز وعبد المجيد بن سعد وعلى البراق ومحمد شقرون وفي أواسط التسعينات ترأست الفرقة التي نشأت فيها مع أصدقائي وأخذت بزمام الأمور لأتحمل المسؤولية كاملة ... وحفظت البحور والقصائد والموشحات و الطبوع التونسية والإيقاعات
أنت تلبس ألحانك الجديدة لنصوص قديمة رسخت في ذاكرة التونسي ألا تخاف أن لا يقبلها ويرفضك وإياها؟
من خلال تجربتي وتعمقي في هذا الميدان الصوفي راودتني العديد من الجمل الموسيقية والألحان أردت أن أوظفها ووجدت لها كلمات من سفينة البحور لسيدي عبد السلام الذي أسس الطريقة السلامية ومن سفينة القادرية للشيخ عبد القادر الجيلاني وديوان ابن الفارض الذي كتب كثيرا في هذا النمط وسفينة العيساوية ولكنني لم استعمل كلمات جديدة
ومن خلال العروض التي قدمتها في المهرجانات منذ مشاركتي في تظاهرة طرابلس عاصمة الثقافة الإسلامية 2007 والمهرجانات الصيفية بعرض « العنبر فاح» و»إنشاد وارتجال « و»قناديل النور « اكتشفت تجاوب الجمهور مع هذه الألحان أو الأفكار أو الهواجس الموسيقية مما يزيدني شجاعة أكثر لأواصل مسيرتي
فشل في إيصال الجملة الموسيقية
في السنوات الأخيرة كثر عدد الذين يقدمون الأدعية والإنشاد الصوفي وقد فشل اغلبهم لماذا؟
منذ القدم كانت الطرق الصوفية حكرا على الكهول والشيوخ ولكن بعد الحضرة في التسعينيات أصبح للشباب حضور وردود فعل تجاه هذا الفن . وكثر المنشدون من الشباب وكثرت المحاولات ولكن نسبة النجاح كانت متوسطة نظرا لاجترار الموروث كما هو وفي بعض الأحيان محرفا سواء بطريقة مقصودة أو غير مقصودة لقلة الخبرة أو لعدم القدرة على إيصال الجملة الموسيقية
مثلت تونس مؤخرا في حفلين بشنغاي 24 و25 أكتوبر وقدمت أغاني التراث التونسي والأدعية والموشحات فكيف كانت ردة فعل الجمهور هناك وما كان تأثير ذلك عليك؟
- غنيت مؤخرا في الصين بالجناح الإفريقي لمعرض شنغاي العالمي (ايكسبو 2010 ) ورغم الظروف المناخية السيئة وكثرة الأمطار صمد الجمهور الذي فاق 5 آلاف متفرج إلى آخر العرض وكان مدهوشا لسماعه الإيقاعات التونسية و الطبوع المتناغمة وتفاعل كثيرا مع اللباس التقليدي التونسي الأنيق وقد أسعدنا ذلك التفاعل كثيرا كمجموعة صوفية وزادنا شحنة لمزيد تقديم الإضافة ورفع راية تونس في أقصى حدود العالم وبالمناسبة أود أن اشكر وزارة الثقافة والمحافظة على التراث على ثقتها فينا
شاركت في المهرجانات الصيفية وفي مهرجانات المدينة بعرض «العنبر فاح « فهل أنت راض عما حققته به وهل تنوي استغلال ذاك النجاح؟
بعد عرضي « يا واهب الغفران « و» إنشاد وارتجال « قدمت سنة 2009 عرض «العنبر فاح» مع ستين عنصرا واعتبر ذلك نقلة نوعية في حياتي الفنية وأقول انه نجح بجميع المقاييس نظرا لتفاعل الجماهير في كل عرض . ثم عرضت «قناديل النور»سنة 2010 و هو مواصلة لمنحى «العنبر فاح « يجمع بين الموشحات الشرقية والطبوع التونسية في نسق تصاعدي وتنازلي أحيانا مشفوعا بالحان ومحاولات لي زادت في قيمة التجديد والتوزيع
وماذا أعددت لمهرجانات 2011 ؟
أنا بصدد انجاز عرض فرجوي يتضمن كل الأغاني الناجحة من ألبوماتي إضافة إلى الأغاني الصوفية القديمة والمشهورة في توزيع جديد يتماشى وروح العصر
علياء بن نحيلة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire