بلا سياسةنضج الحريري |
تعد زيارة رئيس الوزراء اللبناني إلى إيران مؤخرا وزياراته التي تلتها إلى فرنسا مؤشرا على وجود تغيّر واضح في رؤية سعد الحريري وبوادر نضج سياسي بدأ يخرجه من دائرة الوجهة الواحدة وسماع الصوت الواحد، أي صوت " قوى 14 آذار" ومن يقف خلفها مما اصطلح على تسميته بمحور الاعتدال العربي وحلفائهم الغربيين |
استوى عود الحريري سياسيا بعد جولات من الصراع المرير كان مركزه الأساسي قضية مقتل أبيه بفروعها من سلاح المقاومة إلى قضايا التجسس لصالح الداخل.. والخارج كذلك... فبدأ يدرك أن الوقوف على أقدام ثابتة في عالم السياسة يتطلب تجاوز »هلع الطفولة« من »سواد العباءة« الإيرانية، بل لا بد أولا من التوقف عن العبث مع الجار السوري ورميه بالحصى... ببساطة لأن أول المتضررين هو الزجاج اللبناني لذلك تفتحت عينا الحريري فبدأ يتلمس ما حوله فنظر إلى سوريا بعدما كان يخشى تواجدها في بلاده.. زارها.. صافح الأسد فاطمأن قلبه ربما لم تكن كما تصورها وصوّرها من قبل، الآن يمكنه مواصلة الطريق اتجه أخيرا إلى »ايران الثورة« بذلك يصنع هو أيضا ثورته الخاصة بانقلابه على ماضي علاقاته بهذا البلد، بل يؤسس الحريري الجديد لما بعد الثورة حين يعترف بأن الإيرانيين معنيون بتوفير الاستقرار ليس في لبنان فقط بل في كل المنطقة لما لها من وزن وما في رصيدها من عراقة حضارية هو الغزل إذن سيّد الموقف، تمترس به الحريري ليضع حدا لخلاف لبناني أرّق الساسة وسهرت له لبنان بأسرها أصبح يوقن جيّدا، أن تعديل أوتار العزف في آراء ومعتقدات حزب الله السياسية يمر عبر النوتة الإيرانية، هذا ما يجعل الكثيرين متأكدين بأن توقيت الزيارة الذي يتزامن من غليان لبنان بسبب القرار الاتهامي المرتقب هو محاولة من الطرفين لتقريب وجهات النظر داخل لبنان لكن بشرط دعم الحريري لمشروع إيران النووي السلمي |
4 décembre 2010
بلا سياسة نضج الحريري
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire