Social Icons

9 août 2011

خالد بوزيد (الفاهم) هاجسي في آداء الشخصية أن لا أسقط في التكلف والتهريج



رغم اشتغال الممثل خالد بوزيد في المسرح والسينما والدراما منذ أكثر من عقد حصد خلالها عديد الجوائز في تظاهرات وطنية ودولية، ورغم تعامله مع رموز المسرح والسينما من خلال مشاركته في «جنون» و»خمسون» و»يحيى يعيش» مع الفاضل الجعايبي و»أهل الهوى» لعبد الوهاب الجمني وغيرها من الأعمال، فقد سطع نجمه من خلال دور «الفاهم» في مسلسل «نسيبتي العزيزة» في الجزء الأول الذي بثته قناة نسمة خلال شهر رمضان الماضي.
ولعل هذا النجاح شكل دافعا لكاتبيِْ سيناريو هذا العمل كل من يونس الفارحي وفرحات هنانة والمخرج صلاح الدين الصيد لتطوير هذه الشخصية في الجزء الثاني من المسلسل الذي تبثه نفس القناة في رمضان الجاري. وقد اتضح هذا التطور الكبير وبدا بينا وجليا منذ الحلقات الأولى للعمل. وأرجع خالد بوزيد السبب إلى ما بذله من جهود مضاعفة وبفضل حرصه الكبير على حسن الآداء لهذه الشخصية المركبة حتى لا يسقط في التكلف والتهريج. كما اعترف أن عوامل أخرى شكلت حافزا له حتى تكون إطلالة «الفاهم» في أول رمضان بعد الثورة متميزة على جميع الأصعدة إضافة إلى مسائل أخرى تحدث عنها في الحوار التالي:

ما هي أهم المحطات التي ميزت مسيرتك؟

دخولي إلى عالم التمثيل لم أخطط له. فقد كنت أدرس الموسيقى بصفاقس وصادف أن شاركت في عمل مسرحي في إحدى التظاهرات هناك وهي التجربة التي دفعتني لتغيير اختصاصي من الموسيقى إلى المسرح. تطورت التجربة ونضجت بدخولي المعهد العالي للفن المسرحي. فمنذ سنواتي الأولى هناك حصلت على جائزة في مهرجان المسرح المحترف إثر المشاركة في مسرحية «ضحك تحت الرقابة» مع فتحي العكاري وتلتها مشاركة في أعمال أخرى في المسرح والسينما والمسلسلات التلفزية. وقد كنت حريصا على قبول الأدوار التي فيها تميز وإضافة بصمات لي كممثل وهو ما وجدته في أغلب الأدوار التي جسدتها كما رفضت عديد الأدوار. فأنا لا أبحث عن النجاح الجماهيري وإنما عن النجاح الفني. وهو تقريبا ما وجدته في شخصية «الفاهم» التي تمسكت بها وأردتها على طريقتي.

ماذا تعني بتمسكك بالدور؟

لما جاءتني الدعوة من المخرج وكاتبيْ السيناريو لتجسيد هذا الدور كنت متخوفا من عدم موافقة الجعايبي لأني حينها منشغل بالعمل معه لا سيما أن الدور شدني كثيرا. وقد قبل بعد أن أقنعته بإصراري على خوض تلك التجربة. فلم أقبل الدور كما هو بل تحدثت إلى المخرج والكاتب عن الشخصية وقدمت مقترحات حول مكوناتها من حيث الصوت وما تعلق بالمسألة الميكروفيزيائية فتركا لي حرية التصرف وساعدوني في بلورة تصوري.

ما هي المراجع التي اعتمدتها لتقديم هذه الشخصية؟

لكل شخصية أبعاد فيزيوليوجية نفسية، ثقافية واجتماعية وطلبت أن تكون الشخصية مضحكة ولكن دون سقوط في الإيحاءات الجهوية بل من خلال تركيبتها وتفاعلاتها في وضعياتها المختلفة مع بقية الشخصيات. وساعدني في إتقان اللهجة يونس الفارحي باعتباره ابن احدى الجهات بالقصرين وكذلك بعض أصدقائي من الشمال الغربي وخاصة عبد الرحمان الشيخاوي. فكانت شخصية «الفاهم» البهلول أو الساذج الذي يجمع بين عديد المتناقضات فأحيانا يكون طفلا وأخرى يثير الشفقة والامتعاض وفي مواقف أخرى ينطق حكمة. لذلك فقد بذلت قصارى جهدي من أجل انجاح هذا الدور من خلال حرصي على حسن الآداء مع بقية أفراد الفريق الذين كانوا يتفاعلون بإيجابية مع آدائي بالنقد والتوجيه.

ما هو الفرق إذًا بين الشخصيتين في الجزأين الأول والثاني؟

بعد الاستحسان الذي حظيت به الشخصية في الجزء الأول تم الاتفاق على تطوير الشخصية في مستوى الحيز الزمني ومحاولة التطوير في آداء الشخصية وذلك بعد أن حرصت بمعية كامل فريق العمل على مراجعة ما قدمت في العام المنقضي ومعالجة النقائص والهنات. وقد طلبت من المخرج أن يكون صارما معي في أدائي حتى لا يصبغ عملي بالتكلف لأن الشخصية المركبة عادة ما يكون العمل فيها دقيقا وغالبا ما يسقط في التكلف والتهريج. وأعتقد أني تخطيت التجربة الصعبة بفضل مساعدة كافة فريق العمل. كما أني أعطيتها الكثير مما تعلمته في تجاربي المتنوعة خاصة من خلال اشتغالي لسنوات وفي عديد الأعمال مع الفاضل الجعايبي وما اكتسبته من خبرة بعد المشاركة في عديد التربصات العالمية لأني أعتبر أن دور الممثل ومهمته لا تقتصر على حفظ النص الخاص بالدور، فالتمثيل ليس كيفية قول وإنما كيف أكون أنا الآخر أو الشخصية بأبعادها والمحافظة على هذه الأبعاد طيلة مدة العمل. وأعتقد أن من يفرق بين ارتجال الممثل وارتجال الشخصية فيما يخص المحافظة على أبعاد الشخصية ينجح في الدور الذي يؤديه وفي تونس هذه المسألة غير مطروحة وهو ما يجعل أغلب الأعمال لا تحقق النجاح المرجو.

ألا تخشى أن تسقط في تكرار نفسك من خلال النمطية في الشخصية التي عادة ما نسجلها في أغلب الأعمال التونسية الدرامية خاصة بعد نجاح الممثل في أداء دور ما؟

لا أعتبر إعادة تجسيد شخصية إشكالا، بل إن الإشكال يكمن في تواجد الشخصية في الخرافة والسيناريو وفي مدى تفاعلها مع بقية الشخصيات.

كيف تقبلت ردود الأفعال حول هذا الدور؟

أنا أبحث عن النجاح الفني لذلك أولي اهتماما كبيرا لآراء أهل الميدان والمتلقي أيضا وخاصة الأطفال الصغار الذين أعتبرهم من أصدق النقاد.
كما أني دائما أنظر إلى عملي نظرة نقدية لذلك قبلت لسنوات البطالة والصوم عن الرداءة وعدم قبول أعمال تكون في مستوى ما أنتظر.

كنت من بين الأسماء التي شاركت في وقفة 11 جانفي الاحتجاجية ضد ممارسات النظام البائد وغيرها من التحركات والتنظيمات المطالبة بإصلاح البلاد ولكن لم نرك في التجاذبات الحاصلة في الوسط الثقافي، فبم تفسر ذلك؟

كنت من الرافضين للرداءة ثم أن أغلب الأعمال التي شاركت فيها كانت تنتقد سياسة السلطة الحاكمة مثل «خمسون» و»يحيى يعيش» وغيرهما. لذلك فأنا غير بعيد عن تطورات الأحداث في الحقل الثقافي الداعية لإصلاحه والتي تسير ببطء شديد والسبب هو أن التسابق انحصر بين أطراف تتسابق لخدمة المصالح الشخصية وأعتقد أنها مسألة آنية قد يتضح مسارها الحقيقي والصحيح في وقت قصير لأن نفس الوجوه المتمعشة من العهد البائد هي من نصبت نفسها في مواقع الاصلاح وإعادة الهيكلة للقطاع.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Preview on Feedage: tunisia-daily-news Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki