تشهد عشرات الصفحات التي ينشط فيها شباب مدينة صفاقس حملة احتجاجات حادة على ما يسمونه «خطة لتشويه اعتصام تصحيح مسار الثورة» وتلفيق تهم لبعض المشاركين فيه والضغط عليهم لفك الاعتصام.
منذ عدة أسابيع، أحدث معتصمو صفاقس والمتعاطفون معهم عدة صفحات للتعريف باعتصامهم ونشر الأخبار اليومية عن أنشطتهم، التي بدأت تظهر ما يسميها هؤلاء الناشطون «محاولات لتشويه الاعتصام»، حيث ذكر بعضهم على الموقع أن شخصا معروفا في صفاقس قد انتدب مجموعة من المنحرفين لمهاجمتهم في مقر الاعتصام بالهراوات والحجارة، كما حدثت بعض الاشتباكات بين الطرفين على امتداد عدة أيام وصلت أصداءها إلى الأمن. وفي المدة الأخيرة، تطورت الأحداث بشكل درامي، وحدثت بعض المواجهات بين أنصار الاعتصام وأشخاص لم تتبين انتماءاتهم بعد، وإن كان الطرف الأول يتهمهم بأنهم من المندسين وبقايا التجمع الذين يريدون إفساد الاعتصام واستفزاز المشاركين فيه وجرهم إلى التورط في العنف أمام الرأي العام.
في المقابل، لم نعثر على مقال واحد في الموقع الاجتماعي يرفض هذا الاعتصام أو يدعو إلى وضع حد له، رغم ما تردد من أن بعض التجار وأصحاب المصالح يشتكون من التلوث والفوضى التي تحيط بمكان الاعتصام. ويقول ناشطون حقوقيون إن ما يحيط باعتصام صفاقس هي عملية خطيرة يتداخل فيها المال السياسي بعناصر من النظام القديم والتجمع وبعض أصحاب المال، وأن الوسائل المعتمدة هي العنف والضرب تحت الحزام.
وبلغت المسألة مداها الدرامي بإيقاف عدد من ناشطي الاعتصام مما جر البقية إلى إطلاق صيحات التحذير من مؤامرة على الاعتصام، وتمت الدعوة إلى حركة احتجاجية في محكمة صفاقس ردا على عمليات الإيقاف ثم تم نشر العديد من مقاطع الفيديو عن حالات إغماء أمهات بعض الموقوفين حرقة على أبنائهن، ورفعت عدة شعارات تتمسك بالإفراج الفوري عن الموقوفين.
ولئن نجح بعض منظمي الاعتصام في إيصال أصواتهم إلى الرأي العام عبر إذاعة صفاقس وخصوصا الموقع الاجتماعي، فإن الأزمة تسير نحو التعقيد، ونكتشف العديد من المقالات على المواقع والمنتديات تتهم أطرافا معينة بالعمل على فض الاعتصام بأية وسيلة وإن كانت العنف أو تلفيق القضايا، ويهدد هؤلاء بتصعيد الموقف والدعوة إلى مسيرات ضخمة في صفاقس والاستنجاد بمناصرين لهم من الولايات المجاورة وحتى العاصمة.
تنام صفاقس على أنباء الاعتقالات والمخاوف من انفلات أمني، فيما تمتلئ صفحات الموقع الاجتماعي بالمقالات المنددة، «سيكون رمضان هذا العام ساخنا في صفاقس»، هكذا كتب أحد المسؤولين عن صفحة مخصصة لمساندة الاعتصام.
12 août 2011
على «فايس بوك»: رمضان ساخن في صيف صفاقس
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire