Social Icons

5 octobre 2010

حجاب استايل وبنطلونات مستفزة

حجاب استايل وبنطلونات مستفزة



لم يفكر مصطفى شهيب في كتابه الساخر "بلد متعلم عليها" أن يركب موجة الكتب الساخرة التي خرجت علينا مؤخرا تسب في مصر وأوضاعها، بل يعلن من البداية للقاريء إذا كان يبحث عن هذه النوعية فعليه أن يترك كتابه لأنه لن يجد مبتغاه.

لا يُضمّن المؤلف كتابه ألفاظا مثل "حلال"، "حرام"، "الخطيئة"، و"النار"، ويجد أنها عندما توضع في كلامنا لن تكون مقنعة، لأنها مجرد ألفاظ وظيفتها توفير الوقت والجهد "عشان أقنعك بحاجة ما تناقشنيش فيها".

مصطفى شهيب موهبة جديدة تطل برأسها وتعلن عن نفسها بقوة، وقد اختار أن يكتب باللغة السائدة بين الشباب ومصطلحاتهم، فهو يصف الفتاة بـ "الموزة"، و"الحتة"، ويورد العديد من عبارات المعاكسات وردود الفتيات عليها والتي تغيرت كثيرا عن الزمن الماضي.

يقع الكتاب الصادر عن دار كيان، في 195 صفحة من القطع المتوسط ، وينقسم إلى ثلاثة أجزاء هي "الحملة الشعبية لتوسيع بنطلونات البنات – مصر المحروشة – بنات متعلم عليها".

بنطلونات البنات

في الفصل الأول الخاص بالحملة الشعبية لتوسيع البنطلونات، يقول المؤلف أن البنت المصرية اتعولمت واحترفت الفلسفة وآمنت بنظرية "فريدريك نيتشه" "النساء يرفعن ما هو مرتفع أكثر وأكثر.. ويزدن ما هو منخفض انخفاضا".

بنطلونات البنات "المستفزة" التي يراها المؤلف مرشوشة وليست ملبوسة، هي التي دفعته لإطلاق "الحملة الشعبية لتوسيع بنطلونات البنات" على فيس بوك، والذي وصل عدد اعضاءه إلى 35 ألف في 6 شهور فقط.

ورغم النجاح الهائل للجروب والحملة الاجتماعية إلا أنها كانت مصدر إزعاج للكثيرين بما فيهم الأدمتر المسؤولين في فيس بوك الذين أغلقوه بتهمة العنصرية!

لم يقصد المؤلف توسيع البنطلونات فقط لكنه اختارها رمزا لأنه يراها الأخطر والأضل سبيلا، لكن الكثير من الأولاد قالوا له "يا عم حرام عليك.. هي البناطيل بس اللي عايزة تتوسع؟ دي البناطيل والجيب والبلوزات والباديهات والفساتين والعبايات. يا عم احنا بنترف.. عايزين نعمل الاتحاد القومي لتوسيع البنت كلها على بعضها".

واختار المؤلف شعار "الشياكة مش في الصياعة" ليتساءل: هل الشياكة أصبحت مقترنة بالعري؟! "يعني ما ينفعش نبقى شيك من غير ما نتعرى؟".


تقمص الجمال

كرد فعل لحملة المؤلف ظهرت حملات مضادة، منها "لما عاكست استفدت إيه؟" وظهرت مقابلها "ولما تعريتي استفدتي إيه؟". بينما ظهرت شعارات مستفزة مثل "مش حاتحجب وأنت حتتأدب"، وردت عليها حملة "اللي له معزة يلمها" لتعلن عنادا بعناد. وظهرت حملة غريبة اسمها "حاتقلعوا حانقلع احنا كمان".

ويشير شهيب إلى المثل اليوناني "الملبس يصنع الإنسان" أي يعطي انطباعا عن الشخص دون أن يتكلم "يعني لو واحد رايح يتقدم لواحدة وهو لابس فانلة حملات، ممكن يبقى إيه انطباع الناس عنه؟ أو واحد رايح الشغل بشورت! كذلك البنت ومظهرها.. البنت اللي لبسها خليع بتدي انطباع وحش للناس عنها، لأن الحكم ف يالشارع وفي مكان عام مش حيكون غير من خلال اللبس.. لأن محدش يعرف حد.. والبنت مش حتقف تفهم كل واحد إنها كويسة".

ويورد المثل الصيني القائل " من نعرفه ننظر إلى فضائله.. ومن لا نعرفه ننظر إلى ملابسه" والمثل الايطالي " من ساء ملبسه.. ساءت سمعته".

ويطلب المؤلف من القاريء أن يدقق في شكل البنات في أي مكان ثم يسأله "شايف اللي أنا شايفه؟ لا لا مش معقولة. البنات كلها بقت شبه بعض كده ليه؟! نفس الميك أب ونفس رسمة الحواجب ونفس لفة التحجيبة ونفس استايل اللبس والألوان، وهي هي الكارينا. حتى اللينسز نفس اللون. وكله ضارب نظارة شمس.. سواء ماركة أو نفس الماركة بس بسبعة جنيه. ليه طول ما أنا ماشي بلاقي نفسي غصب عني بلعب لعبة طلع سبع اختلافات بين البنات؟... حاسس إن مصر انضربت بالنووي وبقينا فجأة في الصين أو اليابان.

ويقول إن ربنا خلق كل واحد وله جماله الخاص وخلق من يقدر هذا الجمال أيضا.. لكن ما حدث في مصر إن البنات كلها بقت شبه بعض، واختفت عندنا ثقافتنا الجمالية. "الغريبة إن شكلهم بيبقى غريب كده ومقزز.. وتعرف على طول إنه مش جمال طبيعي.. جمال مايع ويقرفك بدل ما يخطفك".

ارخم حاجة لما تيجي تجمل حاجة تقوم مبوظها.. يعني تعميها لما تيجي تكحلها. وإن لمسة الجمال بدل ما تضيفلك، تبقى لعنة عليك.. لأنك بتتقمص جمال مش بتاعك.


الحجاب الاستايل

يتحدث شهيب عن الحجاب "الاستايل" وهو ليس بالحجاب الذي يفرضه الدين بأن تكون الملابس لا تشف ولا تصف، بل أن كثير من المحجبات "لبسهم مقزز ومقرف ومش مدي خالص على وقار حجاب"، فيصفه بأنه "حجاب عايز حجاب"، ويقول "الحجاب معمول علشان يغطي الشعر، لأنه مثير وملفت. فمنعا للفتنة كان لازم يتغطى، حتى لو كان تأثير إثارته قليل. فيعني مش معقول نغطي أقل حاجة مثيرة، ومن تحت الحجاب نبين الإثارة نفسها.. أي منطق ده؟! ".

نظرية "نص العما ولا العما كله"، يرفضها المؤلف مع الحجاب، قائلا "الحجاب يا حجاب يا بلاش. وممكن تعتبروها دعوة مني لخلع الحجاب على فكرة، إذا كان حايبقى ستايل ويادوب حتة إكسسوار زيادة، وحاتفضل البنت تشوهه وتشوه صورته، بلبسها في المصايف طقم استرتش عليه وتسميه مايوه شرعي ومايوه عرفي. ومحجبة عمالة تهزر مع الولاد في نص الشارع وكفك وبتاع.. وتقولك الإسلام دين سلام واجتماعية. والمحجبة اللي بتجامل صحابها وقرايبها والبشرية كلها بالرقص في الأفراح والرحلات، عشان تدخل السرور على قلب أخيها المسلم. والمحجبة اللي قاعدة على القهوة حطة رجل على رجل ومابتشربش شيشى تفاح ولا خوخ ولا كنتالوب ولا الحاجات الخفيفة دي؛ لا دي بتطلب معسل.. لأن المسلم القوي خير وأحب إلى الله من المسلم الضعيف!! ".

قلب الرجل

تلعب المرأة على غرائز الرجل وشهواته، كما يرى المؤلف الذي يصف المثل القائل "أقرب طريق لقلب الرجل معدته" بأنه منطق قذر ودنييء يعتبر الرجل "كرش" ماشي على الأرض، ويؤكد أنه إذا كان أقرب طريق لقلب الرجل معدته، فإن أقرب طريق لقلب المرأة هو جيب الرجل.

وفي جزء جميل جدا من كتابه يقول شهيب أن الرجل يتزوج "لأنه يبحث عن حضن المرأة واحتوائها.. تلك الكتلة الرومانسية الساخنة التي تتلقاه من شقاء الدنيا وقرفها. يتزوج الرجل ليبحث عن الحنان والحنية التي افتقدها وودعها منذ أن بلغ العاشرة وأصبح عيب إنه يقعد على حجر أمه، أو ينام في حضنها.. واستقل بغرفته بعيدا عن إخوته البنات احتراما لخصوصياتهم. ومهما تعب عليه أن يتحمل.. لأنه ولد. ومهما توجع عند المرض لا يصرخ لأنه ولد. حتى إذا مات له صديق أو قريب أو خرج من قصة حب فاشلة، ما ينفعش يفضفض ويعيط.. لأن ثقافتنا بتقول الرجل ما بيعيطش. مع إن تشرشل رئيس وزراء بريطانيا اللي غيّر العالم في القرن العشرين، الشخصية الجبارة دي كان بيعيط على أقل حاجة!!
الرجل كائن في قمة الرومانسية والإحساس، وليس حيوانا كما تعتقد المرأة. لماذا لا تخاطب فيه مشاعره وأحاسيسه، بل وتحاول طوال الوقت جاهدة أن تراوده عن شهواته؟
هكذا هو الرجل. تربى على مبدأ إن الشقاء له والراحة للبنت. لذلك فهو يظل طوال عمره يبحث عن ذلك الحنان الذي يفتقده، ويحتويه من مشاكل عمله وأزماته النفسية. ينتظر تلك الطبطبة على كتفه.. ويشتاق لكلمة "معلش بكرة حايبقى أحسن" تماما كالطفل الصغير".


بنات تحب تتعاكس

نكتة قديمة تحكي إن بنت رجعت بيتها متأخر، وعندما سألها والدها عن التأخير قالت له أصل اللي كان بيعاكسني كان ماشي على مهله. ويروي المؤلف أنه اكتشف إن معظم البنات – إن لم يكن كلهن – دون أن يصرحن، يعشقن المعاكسات بشتى أنواعها، أي كلام حلو وخلاص.

على مستوى البشر فإن الشعب الأسباني هو أكثر الشعوب "بصبصة" للبنات - كما يقول المؤلف - يتفحصها من كعب رجليها لحد شعرها بدقة متناهية كإنه بيعملها إشاعة. ولما سألوا البنت الأسبانية لماذا لا تعترضين على هذه النظرات الجريئة؟ قالت: إذا لم ينظر لي الرجل هكذا أشعر بأنني امرأة عادية.. امرأة يستطيع الرجل مقاومتها أو تجاهلها.. وهذا أقسى أنواع العذاب!!

ويعلق بأن البنت في أي مكان هي البنت.. من طبيعتها أنها تحب الشعور بكونها موضع اهتمام ولفت أنظار.

صباح الخير يا مُز

يؤكد شهيب أن هناك بعض البنات أصبحن يعاكسن الشباب، ولكنه يتوقع ان هذا الأمر وإن كان يحدث الآن بمعدلات بسيطة فإنه سيكون الخطر القادم الذي يؤرق راحة المجتمع.. ثم يرسم لنا سيناريو فانتازي من خياله لمشهد معاكسة فتاة لأحد الشباب.

يصف المشهد ولد وسيم يسير بمفرده في الشارع وما أن تلمحه بنت من بعيد حتى تجري وراءه تلاحقه:
- إيه يا واد يا مُز يا عسل أنت..
      الولد منفض ويسرع في خطواته.
- يا عم عبرنا ما تتقلش علينا كده..
- يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم على الصبح.
- أنت حد قالك قبل كده إنك جامد؟ كل حاجة فيك جامدة.. عضلاتك جامدة وبنجاتك جامدة.. والسبايكي جامد أوي. ده شعرك ده ولا لينسز؟
- لا ده خفة..
- لا مقدرش أخف أكتر من كده.. لحسن أبرد. وتليها ضحكة شيطانية مجعجعة منها..
يا آنسة حرام عليكي.. هو أنتي ما عندكيش أخوات صبيان؟ ترضي أخوكي يتعاكس كده في نص الشارع.. ترضيها له؟
- صدقني يا كابتن أنا مش بتسلى زي بقية البنات.
- والله بقا لو شارية بجد أنا عندي بيت تدخليلي منه.. ولا أنت فاكرة بنات الناس لعبة؟

وينهار الولد في نص الشارع من البكاء صعبان عليه نفسه!!


بنات متعلم عليها

في الفصل الأخير يتحدث شهيب عن أنواع البنات "المشطوبين من لستة وحسابات الولاد"، مشيرا إلى أن فتاة الأحلام نسبية وتختلف من شخص لآخر، لكن تظل هناك دائما شروط وأسس لاختيار شريكة العمر، ويظهر ذلك في الزواج التقليدي جدا، وكذلك في الارتباط الذي يتم بعد قصة حب ملتهبة فغالبا في فترة التعارف ومرحلة الوقوع في الحب، طبيعي أن يكون الطرفان قد رأيا أن طبيعة شخصياتهم متفقة اجتماعيا وسلوكيا وفكريا ثم استسلموا لمشاعرهم.

وسواء كان الارتباط تقليديا أو عن حب، ممكن أن نقبل الطرف الآخر بما فيه من عيوب، مساومة مع ما فيه من مزايا أخرى أحببناها فيه تغنينا عن عيوبه.. ويؤكد مصطفى شهيب أن هناك أصنافا من البنات قرر الولاد وضعهم في البلاك ليست، وشطبهم من حساباته، وهؤلاء الأصناف لم يقاطعهم أو يقطع علاقته بهم.. فغالبا وكثيرا ستجد هذه البنات ضمن زميلاته وصديقاته، ولكن عندما تسأله "ممكن تتجوز واحدة منهم؟" تجده يضحك على سؤالك بسخرية واستهزاء، ويجاوبك باستخفاف: يا ابني أنت عبيط؟ انا معلم عليهم بالبنط الأحمر. وعندما تحاول أن تستفسر أكثر، يجيبهالك على بلاطة: يعني ممكن أعرفها.. أمشي معها.. أصاحبها.. بس ماتجوزهاش!!

وخارج الكادر يقدم مصطفى شهيب نصيحته لكل بنت "اوعي يتعلم عليكي!! 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Preview on Feedage: tunisia-daily-news Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki