أسفرت انتخابات المجلس التأسيسي التي بدأت نتائجها الرسمية في مختلف الدوائر الانتخابية تظهر تباعا منذ ليلة الاثنين الفارط عن غياب شبه كلي لعدد من الوجوه الرياضية الذين ترشحوا لانتخابات 23 أكتوبر سواء ضمن أحزاب أو في قائمات مستقلة في القائمات الفائزة.
وكان عدد كبير من الرياضيين وخصوصا في كرة القدم ترشحوا لانتخابات المجلس التأسيسي لعل أبرزهم الحارس الدولي السابق وحارس الترجي التونسي شكري الواعر الذي انضم إلى قائمة الاتحاد الوطني الحر برئاسة الملياردير سليم الرياحي الذي سعى إلى استقطاب الناخبين عبر مشاهير كرة القدم غير أنه فشل في كل الدوائر الانتخابية ولم يحصل على أي مقعد في المجلس التأسيسي.
وتكبد رئيس النادي البنزرتي المهدي بن غربية بدوره فشلا واضحا في الانتخابات عندما خرجت القائمة التي يترأسها والتابعة للحزب الديمقراطي التقدمي (دائرة بنزرت) دون أية نتيجة، وكان بن غربية انتمى سابقا إلى حزب النهضة الفائز بالأغلبية في انتخابات المجلس التأسيسي.
ولم يفلح أي من الرياضيين وخصوصا أعلام كرة القدم في الفوز بمقاعد في انتخابات المجلس التأسيسي إذ خسر الرئيس السابق لنادي حمام الأنف المنجي بحر في انتخابات دائرة بن عروس عندما ترشح على رأس قائمة حزب المبادرة لرئيسه وزير الخارجية السابق كمال مرجان.
وكان صابر بن فرج لاعب المنتخب الوطني والنجم الساحلي الوحيد من الرياضيين الذي كسبت القائمة التي ينتمي إليها بدائرة المهدية ما يكفي من الأصوات غير أنه لم ينجح في الصعود إلى المجلس التأسيسي بما أنه كان عضوا ضمن القائمة وليس رئيسا لها واقتصر الصعود إلى المجلس في قائمة حزب المبادرة لدائرة المهدية على رئيس القائمة.
وشمل الفشل الأحزاب والقائمات المستقلة على حد السواء، إذ منيت القائمة المستقلة " الجرأة والطموح" بولاية المنستير لمدرب النادي الإفريقي فوزي البنزرتي بالفشل ولم ينجح المدرب الذي أهدر الكثير من وقته وعمله مع الإفريقي، في الصعود إلى المجلس التأسيسي، واتهم فوزي البنزرتي، المعروف بكثرة احتجاجاته في كرة القدم، الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بأنها وراء فشله وأنها دعمت أحزابا دون أخرى كما غضت النظر عن الخروقات والتجاوزات التي حصلت يوم الأحد قبيل الاقتراع وأثناء الحملة الانتخابية.
وعلق بعض المدونين في "الفايسبوك" أن احتجاجات البنزرتي على التحكيم في كرة القدم تواصلت في الانتخابات.
ولم يفلح بقية الرياضيين في الحصول ولو على مقعد وحيد في الانتخابات وخرج رئيس النادي الصفاقسي سابقا صلاح الدين الزحاف ولاعب شبيبة القيروان ياسين بوشعالة وكلاهما في الدائرة الانتخابية بصفاقس بنتائج مخيبة لكليهما ومنتظرة للرأي العام والشارع التونسي.
ويمكن التأكيد على أن هذا الفشل الذريع للرياضيين في انتخابات المجلس التأسيسي كان منتظرا، بل وأكد أن الشعب التونسي واع بأن مصير البلاد لا يمكن أن يقرره بعض "الكوارجية" وأن كتابة دستور تونس يستوجب مستوى علميا ومعرفيا عاليين واطلاعا كبيرا بالقانون الدستوري ومجال السياسة والتشريع.
ولقيت نتائج الرياضيين في انتخابات 23 أكتوبر مجالا فسيحا في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" واعتبر الكثيرون أن خروج الرياضيين بالهزيمة يمثل صفعة قوية لمن أراد التطاول على السياسة ولمن أراد استقطاب الشعب بلاعبي كرة القدم.
واعتبر آخرون أن الشعب التونسي مثقف وواع ويعرف جيدا التمييز بين مستوى لاعبي الكرة والمدربين من جهة ودكاترة السياسة ممن عاشوا سنوات العذاب إبان نظام الرئيس المخلوع أو قبل ذلك.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire