Social Icons

1 septembre 2011

الأسباب وراء توفير الجزائر الملجأ لأقارب القذافي

 

سارعت الحكومة الجزائرية للقول إن قرارها توفير الملجأ لصفيّة فركاش، زوجة العقيد القذافي، وثلاثة من أبنائه هم محمد (ابنه من زوجته الأولى فتحية) وهانيبال وعائشة ينطلق من دواع إنسانية بحت. وإضافة الى أن في هذا ردًا على استنكار المحتجين، فهو ايضًا يفي بأحد استثتناءات حظر السفر على العقيد ودائرته الداخلية، كما ورد في قرار الأمم المتحدة المتخذ في فبراير/شباط الماضي.

ونقلت فضائية «بي بي سي نيوز» الإخبارية عن السفير الجزائري لدى الأمم المتحدة، مراد بن مهيدي، قوله إن بلاده تراعي أصول الضيافة وفقًا لتقاليد المنطقة وتراثها البدوي. وكرر موقف بلاده القائل إنها كانت ولاتزال تلتزم بالحياد التام إزاء الأحداث الليبية على مدى الأشهر الستة الأخيرة.

يذكر أن علاقات الجزائر بنظام العقيد لم تكن سهلة بسبب تدخله في سياساتها إزاء ما يعرف بـ«دول الساحل» الافريقية، التي تعتبرها الجزائر جزءًا من منطقة نفوذها. لكن علاقاتها بالمجلس الانتقالي الوطني الليبي لم تكن في أي وقت كان على ما يرام. وقد وصف الناطق باسم المجلس الانتقالي القرار الجزائري توفير الملجأ لأقارب القذافي بأنه «غير شرعي»، وقال إن الحكومة الجديدة ستسعى بكل السبل القانونية المتاحة إلى استعادتهم من أجل وقوفهم أمام العدالة.

نعم للمرتزقة ولا للناتو
الواقع أن الأجواء ظلت معكرة بين الجزائر والثوار منذ اللحظات الأولى عندما قال هؤلاء الأخيرون إن الأولى تستقبل المرتزقة الأفارقة على أراضيها قبل تسهيل وصولهم الى ليبيا للقنال في صفوف القذافي.

أما الشق الثاني فهو نفور المسؤولين الجزائريين من نوع التدخل الأجنبي ممثلاً في «قوات حلف شمال الأطلسي» (الناتو) ومساعدتها الثوار والمجلس الانتقالي على الإطاحة بحكم العقيد الراسخ كالجبل على مدى 42 عامًا. يتجذّر هذا الخوف في تجربة الجزائر المؤلمة مع الاستعمار الفرنسي. وهي تجربة تبني عليها الجزائر شكوكها العميقة إزاء نوايا الدول الغربية في المنطقة العربية عمومًا وشمال افريقيا خصوصًا.السبب الرئيس في هذا الوضع غير المريح بالنسبة إلى أي من الطرفين، وفقًا لبي بي سي، ذو شقين عندما يتعلق الأمر بالجزائر: الأول هو خوف حكومتها من انتشار اللهب الثوري الذي اجتاح الجارة الشرقية الى أراضيها. وقد بلغ هذا الهلع حدّ أن الحكومة الجزائرية لم تعترف بشرعية المجلس الانتقالي في ليبيا حتى الآن.

على هذا الأساس فقد سعت، قدر ما استطاعت، الى أن يوضع الأمر برمته في يد الاتحاد الأفريقي وليس في يد القوى الغربية. ويقول الزبير عروس، البروفيسر في جامعة الجزائر، إن الدبلوماسية الجزائرية «فشلت لأنها، كالعادة تحركت في وقت متأخر». ويعزو هذا التأخير الى أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة «يريد أن يكون هو المسيطر على كل شيء في ما يتعلق بالسياسة الخارجية أيضًا».

هلع من الإسلاميين
هناك أيضًا الخوف من وصول المد الثوري الى الأراضي الجزائرية وأثره على الاستقرار الهش الذي يسودها حاليًا. ويقول البروفيسير عروس إن النظام ينظر الى أحداث ليبيا «باعتبارها خطرًا إقليميًا على المنطقة بأسرها. وهذا خوف يستند بشكل رئيس الى قناعة بأن المجلس الوطني الانتقالي الليبي مفتوح على مصراعيه أمام تأثير التيارات الإسلامية الأصولية».

ويقول البروفيسير إن الجميع في ليبيا «مدججون بالسلاح من الخفيف الى الثقيل. ولهذا فقد ارتكب كل من الجانبين مجازر مروّعة». ويضيف قوله إن هذا يعني أيضًا توفر السلاح في ايدي الأصوليين. ويمضي قائلاً إن الوضع الحالي وغياب الأمن والنظام في ليبيا يعني أن من المستحيل وقوف القذافي وآله ورموز نظامه أمام محاكمات عادلة لأن الوضع خارج على السيطزة.

.. والقاعدة
انشغلت الصحافة الجزائرية لفترة طويلة الآن بالتركيز على أن ليبيا صار بوّابة يمر عبرها السلاح الى تنظيم القاعدة في المغرب الكبير، الذي يتخذ من الأراضي الجزائرية مقرًا أساسيًا له. وكانت الحكومة قد شددت حراستها على الحدود مع ليبيا منذ اندلاع الثورة، ثم أغلقتها بعيد وصول زوجة القذافي وأبنائه إلى أراضيها وفقًا لما نشرته صحيفة «الوطن» الجزائرية.



وبالطبع فإن الجزائر لاتزال تلعق جراح حربها الأهلية في أعقاب إلغاء انتخابات 1992 بعدما صار مؤكدًا أن الإسلاميين سيفوزون بها. والواقع أن إنجاز الحكومة الجزائرية الأكبر يتمثل في تمكنها من التغلب على آثار ذلك الوضع واكتسابها شرعيتها من وقف نزيف الدم الفوّار الذي أتت به تلك الحرب.

فزّاعة
على أن المنتقدين يقولون إن حكومة بوتفليقة ظلت، ولفترة طويلة، تستغل «فزّاعة» الأصوليين لصرف الانتباه عن تقصيرها في تأدية مختلف مهمامها المتعلقة بتنمية البلاد وازدهارها. ويضيفون أن الفزّاعة هذه أتاحت لها ايضًا الركون الى الإجراءات التي اتخذتها من أجل «حماية أمن البلاد» من نوع المخاطر التي أتي بها «ربيع العرب» على المنطقة.

ومعروف أن الجزائر شهدت إرهاصات لهذا الربيع على أراضيها في مطالع العام الحالي. لكن الحكومة تمكنت من سد الطريق عليها بفضل ثلاثة عوامل، تلخصت أولاً في توظيف قوات الأمن الى الدرجة القصوى الممكنة لمنع إراقة الدماء، والثاني في توفير حاجيات المواطنين، والثالث في الانقسامات وسط صفوف المعارضة نفسها.

وأخيرًا فإن ما يدعم الخوف الجزائري هو أن البلاد والمغرب هما النظامان الباقيان اللذان لم يتزلزلا برياح ربيع العرب في شمال افريقيا. لكن هذا لا يعني أنهما خارج المسار، وإنما ينتظران دوريهما على الأرجح. 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Preview on Feedage: tunisia-daily-news Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki