Social Icons

3 septembre 2011

رغم إستفحال الجريمة ونقص الأمن صفاقس تعمل ولا يتوقف فيها العمل

شهدت صفاقس وخاصة مع بداية شهر رمضان المعظم إزديادا ملحوظا في عمليات السرقة والسطو المسلّح والبراكاجات الّتي لم يسلم منها لا الأفراد ولا المحلاّت ولا المنازل ولا الفقير والغني، في ظلّ نقص واضح وغير مسؤول للأمن الّذي لم يسجّل طوال هذه الفترة سوى حضورا باهتا لم يفهم أحد أسبابه ، ويتجلى ذلك خاصة في المناطق التي تشهد حضورا بشريا هاما وحركة تجارية ومرورية مكثفة خاصة في صفاقس المدينة ، أو تأخر التحرّك لنجدة من يتمّ الإعتداء عليهم، وقد إتصل بنا عديد المواطنين ممن تعرّضوا الى البراكاجات وجرائم سطو في منازلهم أو محلاتهم أو في الطريق العام وأكّدوا لنا بأنّهم ورغم إتصالهم بالأمن في كل مرة إلاّ أنّه لا تأتي النجدة الا بعد أن وقع الفاس في الراس وفرّ أصحاب الفعلة بغنيمتهم، دون أن تسمع عن إلقاء القبض على هاته العصابة أو تلك أو هذا المجرم أو ذاك، وكأنّ هؤلاء مخلوقات تهبط علينا من كوكب آخر ترتكب جرائمها ثم تعود من حيث أتت دون أن يستطيع أحد تحديد هويتها أو الإمساك بها، وتجدر الاشارة هنا إلى أنّ ذروة عمليات السطو المسلّح تمت في صفاقس ليلة العيد ربما بحثا من أصحابها عن الأجر والثواب في زمن إختلطت فيه القيم وصارت تمشي بالمقلوب ، إذ بلغت عدد الإعتداءات على الافراد والمحلات أرقاما قياسية ومن مجموعات اشبه بالمافيا المنظمة، مع الملاحظة أنّ صفاقس ومنذ سنوات طويلة تشهد في ليالي العيد عمليات نهب مكثفة على وزن العمليات الامنية المكثفة ولكن ليلة العيد في هذا الشهر الكريم بالذات كانت أضخم من العادة للأسف الشديد، ومع هذا فيمكن القول أنّه وسط كلّ هذا الرّكام من المشاكل والإعتداءات والنقص غير المبرر للامن فهناك ما يثلج الصدر اي نعم فرغم كل هذه الظروف إلاّ أنّ الأهالي في صفاقس لم يخافوا ولم يختبئوا في منازلهم ولم يُغلقوا محلاّتهم بل واصلوا حياتهم بشكل أكثر حماسة من السابق، ولسان حالهم يقول قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ، وربي معانا، لقد أسقط أهالي صفاقس حسابات كل من راهن على إزدياد معدل الجريمة لترويع الناس واحباطهم وإخافتهم، فلقد أثبت الأهالي في النهاية بأنّهم قد حطّموا صنم الخوف بداخلهم وللأبد ، وانّ العصابات المسلحة أو أي طرف آخر، عليه أن يعلم بأنّه إذا كان يراهن على إثارة المواطنين وترويعهم فهو مقامر خاسر وما عليه إلاّ أن ينقّع اساليبه البالية ويشرب ماءها، علّها تريحنا منه بسمومها.

هي تونس ما بعد الثورة إذا .. هو المواطن التونسي الّذي فهم بذكاء فطرته كيف يتحدّى المتواطئين على ثورته ولو كان على حساب حياته وأمنه وماله .. هو التونسي الّذي لا تزيده الايام والاحداث المتتالية والغير مفهومة إلاّ رباطة جأش وقدرة على التعامل وخبرة في إدارة الأمور والسخرية منها والتصدي لكلّ المنحرفين بشتى أقنعتهم أخلاقية كانت أو سياسية أو حتى امنية، وهذه النقطة بالذات المضيئة في قلب وروح كل تونسي شريف هي من تجعلني مطمئنا على مستقبل هذا الوطن رغم كل الدسائس التي تحاك في الخفاء والعلن

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Preview on Feedage: tunisia-daily-news Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki