تقدر بمئات الكيلوميترات من السكةسدود ودراسات تخرج خطوط القطار من على سكة الاقتصاد في الطاقة |
منذ انتصاب الحماية الفرنسية في البلاد التونسية عام 1881، شرع المستعمر الفرنسي في تركيز خطوط السكك الحديدية حيث تمكن آنذاك من ربط جل مناطق البلاد بالنقل الحديدي وهدفه في تلك المرحلة يكمن في استنزاف خيرات البلاد وخصوصا منها المناجم... |
فالعديد من خطوط السكك الحديدية الفرعية التي كان يستعملها الفرنسيون وتركوها للتونسيين منذ العام 1956، تم تجميد نشاطها تدرجيا منذ العشريات الأولى للاستقلال ودخلت طي النسيان إلى اليوم، فقد يصبح كل من تحدث عن ربط حديدي بين القيروان والقصرين أو سوسة والقيروان محل استهزاء، ولا غرابة في ذلك إذ أنّ الخط المذكور تم الاستغناء عنه منذ أواخر الستينات من القرن الماضي... على غرار مئات الكيلومترات من السكك الحديدية التي كانت تربط جل مناطق البلاد ببعضها... ولأن بلادنا تشهد نموا مطردا وحركية هامة وتطورا كبيرا في كل القطاعات، مما كثف الحركية على مستوى الطرقات وجعلها مواطن خطر خصوصا في ظل ما يخلفه غول الطريق من مآس موجعة يوميا تقريبا... بات من الضروري في رأينا إعادة التفكير في إمكانات استثمار التركة الفرنسية من السكك الحديدية... وبات السؤال الذي يطرح اليوم بإلحاح شديد... لماذا لا يتم اليوم إعادة تشغيل خطوط السكك الحديدية الفرعية المنتشرة في عدد كبير من مناطق البلاد وكانت مستعملة قبل الاستقلال، لتسهيل حركة التنقل وتشجيع استعمال وسائل النقل الجماعي حفاظا على الطاقة التي باتت ترهق كاهل المواطن وميزانية البلاد على حد سواء؟ خطوط قطعتها الطبيعة إجابة عن هذا السؤال قال المدير المكلف بصيانة السكك الحديدية بالشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية إن النقل الحديدي يعتبر محركا حيويا للنشاط الاقتصادي والاجتماعي سواء بين مناطق البلاد أو بين البلاد ومحيطها... وفي هذا الإطار وجب التذكير بأن الخط رقم 11 الذي يربط بين القلعة الصغرى والقصرين مرورا بالقيروان قد توقف عن النشاط اثر فيضانات 1969 التي أتلفت حينها جزءا كبيرا منه على مستوى ولاية القيروان, وتقرر حماية المدينة المذكورة من الفيضانات ببناء سدّ سيدي سعد حيث غمرت مياه الحوض جزءا كبيرا من الخط. أمّا الخط رقم 2 الذي كان يربط بين ماطر وطبرقة فتم إيقاف تشغيله عقب بناء سدّ بربرة في نفزة من ولاية باجة لأن مسار السكة المذكورة جاء في الحوض المائي. وبخصوص الخط رقم 3 الرابط بين ماطر وباجة فتم إغلاقه وقتيا لنفس السبب اثر بناء سدّ جومين التابعة لولاية بنزرت...وقد تم فتح هذا الخط من جديد سنة 2000 بعد الانتهاء من اشغال تغيير مسار السكة. وثمة خطوط فرعية أخرى تم إيقاف تشغيلها لعدم جدواها على غرار خط سيدي إسماعيل مرجة وطوله 7 كلم، وخط فندق الجديد منزل بوزلفة، وسليمان هنشير لبنة، وبئر القصعة - جبل الرصاص، وسمنجة زغوان... وهي خطوط تصنف ضمن قائمة الخطوط المنجمية التي تم غلقها اثر نفاذ هذه المناجم. اعادة الإحياء وردا عن سؤال الأسبوعي حول ما إذا كانت كل الخطوط التي بنيت في عهد الاستعمار وتعرضت أجزاء منها للإتلاف نتيجة الإهمال أو الظواهر الطبيعية قد ثبت بالدليل العلمي القاطع عدم جدواها الاقتصادي وما إذا كانت الدراسات أفضت إلى إثبات انعدام إمكانات إعادة تشغيلها، أوضح المدير المكلف بصيانة السكك الحديدية بالشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية أنه ثمة خطوط تمت إعادة تشغيلها على غرار الخط رقم 3 الرابط بين ماطر وباجة الذي عاد إلى الاستغلال عام 2006 وخصص لنقل البضائع، وأكد محدثنا أن هذا الخط عاد إلى الاستغلال بعد تغيير مساره. وبخصوص الخط رقم 11 الذي كان يربط القلعة الصغرى بالقصرين مرورا بالقيروان والذي أذن سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بإعادة تشغيله لدى إشرافه على الجلسة الممتازة للمجلس الجهوي لولاية القيروان في أواخر شهر أفريل 2009، قال محدثنا تجري الدراسات الآن على قدم وساق من اجل تغيير مسار السكة وانطلقت اللجنة المكلفة بالدراسة في العمل من اجل تحديد الاراضي اللازمة لمدّ السكة، وتم مؤخرا رصد الاعتمادات اللازمة لإطلاق المشروع الذي تقرر أن يربط النفيضة بالقصرين مرورا بالقيروان. وأضاف المتحدث قائلا إن الدراسات جارية الآن لتغيير مسار السكة ورصد الاعتمادات اللازمة ودراسة إمكانية إعادة الخط رقم 2 الرابط بين ماطر وطبرقة في إطار مشروع قطار المغرب العربي الكبير حيث طالبت السكك الحديدية الجزائرية بربط الشبكتين انطلاقا من عنابة الجزائرية مرورا بطبرقة التونسية وصولا إلى العاصمة تونس، وللإشارة فإن الربط الحديدي الآن مع الشقيقة الجزائر يتم عبر سوق هراس الجزائرية إلى غار الدماء التونسية. وفي خاتمة اللقاء قال محدثنا إن تونس تمتلك اليوم أكثر من 2000 كلم من السكك الحديدية تم إلى حد الآن تجديد وصيانة وتعهد أكثر من 1500 كلم منها بفضل استثمارات ضخمة وغير مسبوقة وفرتها الدولة منذ التغيير. |
8 novembre 2010
تقدر بمئات الكيلوميترات من السكة سدود ودراسات تخرج خطوط القطار من على سكة الاقتصاد في الطاقة
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire