المنيهلة: مراهق ينهي سلسلة «براكاجاته» بقتل موظف عمومي طعنا
لفظ في حدود الساعة الثالثة من بعد زوال أحد أيام الأسبوع الفارط موظف عمومي يدعى فتحي الزاهي(46 سنة) أنفاسه الأخيرة بمستشفى الرابطة بالعاصمة متأثرا بالمضاعفات البليغة لنزيف دموي حاد ناجم عن تقطّع أحد شرايين ساقه اليسرى جراء تعرضه لطعنة حادة بحي النصر بالمنيهلة من ولاية أريانة سددها له مراهق من مواليد 1992 اشتهر بكنية"تِيوَه" الذي ألقي القبض عليه بمنطقة حاجب العيون
لماذا قتل هذا الموظف الطيب ويُتّم اطفاله الثلاثة؟ ماهي الظروف التي حامت حول الجريمة؟
"الأسبوعي" سجلت حضورها بمنزل العائلة المنكوبة وعادتبالتفاصيل التالية: يقول شقيق الضحية أن فتحي اصطحب ابنته مساء يوم الواقعة إلى مطعم بالحي الذي يقطن به ليقتني لها»كسكروتا»، ولكن بعد تسلم»الكسكروت» ومغادرته المحل تفطن أن الحشو لم يكن في أحسن حالاته لذلك عاد إلى المطعم وأعاد ما اقتناه وتسلم المبلغ الذي كان دفعه
من أجل علبة سجائر
محدثنا أضاف: "أثناء مغادرة أخي للمطعم طلب منه مراهق من ذوي السوابق أن يناوله ثمن علبة سجائر، ونظرا لحالة الغضب التي كان عليها فقد رفض الطلب وواصل طريقه غير أن المراهق التحق به وفاجأه من الخلف بطعنة في فخذ ساقه اليسرى وفرّ... ظل أخي طريح الأرض ينزف طيلة ساعة كاملة دون أن يتلقى أية اسعافات رغم اتصالنا المتكرّر بالحماية المدنية والاسعاف الطبي الاستعجالي(samu) ورغم وجود محل تمريض لا يبعد عن موقع الجريمة سوى 50 مترا
عسكري في النجدة
«وبعد نحو ساعة من الاعتداء مرّ عسكري بالقرب من المكان فنزل وحاول إسعاف شقيقي»-يتابع محدثنا-»لقد تطوع مشكورا ونزع مريوله وقام بإحاطته بالقرب من الجرح في محاولة لإيقاف النزيف ثم قام بإيقاف شاحنة وطلب من سائقها نقل فتحي للمستشفى فتطوع صاحب الشاحنة بدوره وقام بنقل أخي إلى مستشفى شارل نيكول، ونظرا لحالته الخطيرة فقد نقل إلى مستشفى الرابطة على الساعة الحادية عشرة ليلا و47 دقيقة حيث احتفظ به تحت العناية المركزة، ورغم المجهودات التي بذلها الإطار الطبي وشبه الطبي فقد فارق أخي الحياة في حدود الساعة الثالثة من بعد زوال يوم الاثنين
"غريبة"... والوزير على الخط
محدثنا ذكر أنه حين جاء لتسلم جثمان شقيقه فوجئ ب»الفاتورة» الثقيلة التي تضمنت مبلغا ماليا قدره 6800 دينار رغم أن شقيقه قضى أقلّ من يومين بالمستشفى العمومي !! وأكد أنه لولا التدخل الشخصي لوزير الصحة العمومية لظل جثمان المرحوم بالمستشفى وأكد أن كل العائلة ممتنة للبادرة الإيجابية التي قام بها الوزير وكذلك للإطارات الأمنية التي وقفت"وقفة رجال" مع العائلة في هذا المصاب الجلل
منحرف من ذوي السوابق
المتهم ورغم صغر سنه الذي لا يتجاوز 18 سنة فإن سجله حافل بقضايا النشل والسلب والاعتداءات و»البراكاجات»، وبعد أن ارتكب جريمته هرب إلى منطقة حاجب العيون حيث ألقي القبض عليه، ولكن محدثنا أثار مسألة الهروب هذه ورجح وجود أطراف مشاركة في العملية فالمتهم ليس بحوزته المبلغ المالي للسفر إلى ولاية القيروان وكذلك تأخر الوقت الذي يصعب فيه العثور على وسائل نقل عمومي
يذكر أن أعوان فرقة الأبحاث العدلية للحرس الوطني بالمنيهلة تعهدت بالبحث في القضية لكشف كل ملابساتها
صابر المكشر
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire