امتدت المظاهرات النسائية التي اندلعت في تورونتو بكندا، إثر تصريحات لأحد رجال الشرطة بأن النساء قد يجنبن أنفسهن التعرض للاغتصاب بعدم التزين مثل «الساقطات»، إلى الهند، التي ستشهد أول «مسيرة ساقطات» في الرابع والعشرين من يوليو (تموز) الحالي. بيد أن المسيرة الاحتجاجية التي ستشهدها الهند أعيد تسميتها «بشماري مورتشا» (جبهة مخزية) لإضفاء الصبغة الهندية عليها ومنحها اسما أكثر لطفا، نظرا لأن تسمية الحدث باسم «مسيرة الساقطات» كانت مثار جدل بسبب استخدام كلمة «ساقطة».
ولن ترتدي المشاركات في المسيرة الجوارب الشبكية الطويلة أو سراويل مثيرة. وستعقد في قصر كونوت بلاس في قلب العاصمة الهندية، دلهي؛ عوضا عن ذلك ستقوم النساء بارتداء ملابس محتشمة في حملتهن ضد التحرش الجنسي، خلافا لما ترتديه نظيراتهن في المسيرات الأخرى، حيث طالبت المنظمات النساء المشاركات بارتداء ملابس «محتشمة» لهذا الحدث.
والمعروف أن «مسيرات الساقطات» التي أقيمت في دول غربية شهدت ارتداء النساء لملابس مثيرة ووضعن المكياج الصارخ أثناء المسيرات، أما منظمة النسخة الهندية من المسيرة، أومانج سابهاروال، التي يبلغ عمرها 19 عاما فتقول: «إن الهدف من المسيرة هو تحويل اللوم من الضحايا إلى مرتكبي الجرائم ضد النساء، فلا توجد علاقة بين الملابس التي ترتديها النساء والتحرش».
وتضيف أن سبب تغيير اسم المسيرة هو «إننا أردنا أن تكون الحركة أكثر شمولا وتلبي رغبات النساء من جميع المسيرات، ولا نريد أن يتم إساءة فهم الحدث بسبب تسميته. فـ(مسيرة الساقطات) في دلهي هي حركة ضد مرتكبي الجرائم الجنسية، ضد العقلية التي تحط من قدر أي شيء يوصف بأنه مستقل ومعبر»، وذلك حسب ما ذكر الموقع الإلكتروني الذي يدعو إلى المسيرة. وقد تم تأجيل موعد المسيرة التي تقرر خروجها في نيودلهي بسبب كثرة الأعداد والخلاف حول الحصول على تصريح من سلطات المدينة.
وقد نظمت «مسيرة الساقطات» في تورونتو بكندا في أعقاب كلمة لضابط شرطة أمام طلاب جامعة يورك الكندية قال فيها: «ينبغي على النساء عدم ارتداء ملابس ساخنة حتى لا يتعرضن للتحرش الجنسي». في أعقاب ذلك الوقت اندلعت أول مسيرة في الثالث من أبريل (نيسان) هذا العام، كما خرجت مسيرات مماثلة في شيكاغو وايدنبرغ وساو باولو وأمستردام وكوبنهاغن ولندن وسيدني وبرازيليا. وليس هذا فقط، بل ستعقد مسيرات مشابهة في القريب العاجل في أماكن متفرقة مثل لشبونة وويلنغتون وأوكلاند وموريليا وسيول وكوريتيبا وهلسنكي وميونيخ ودبلن.
وعلى الرغم من أن الفكرة نشأت في الغرب فإنها وجدت وجوه شبه كثيرة في الهند، بخاصة في دلهي التي اكتسبت لقبا مخزيا وهو «عاصمة الاغتصاب الهندية»، حيث وقعت نسبة 25 في المائة من حالات الاغتصاب في الهند بالعاصمة دلهي، وفق ما ذكره المكتب الوطني لسجلات الجريمة، رغم أن دلهي تضم 1.38 في المائة فقط من تعداد سكان الهند. ويتم تسجيل حالة اغتصاب في العاصمة كل 18 ساعة. ولكن المشكلة أخطر من ذلك؛ حيث وصلت حالات الاغتصاب مؤخرا في ولاية أوتار براديش التي تقع بجوار العاصمة خلال أسبوعين إلى 14 حالة اغتصاب من بينها 8 حالات في 48 ساعة فقط. وتم اغتصاب امرأة على يد عصابة ثم أحرقوها حية، بينما تم إخراج عين امرأة أخرى عندما قامت بمقاومة مهاجميها.
في الوقت نفسه، أثارت هذه المسيرة الاحتجاجية نقاشات داخل الهند حول ما إذا كانت تتفق والمجتمع الهندي المحافظ. فترى شوبها دي، المؤلفة صاحبة أكثر الكتب مبيعا، أنها تعارض «مسيرة الساقطات»، «وبشكل خاص مدى تعارضها والثقافة الهندية. فهي ليست سوى مسيرة تهدف إلى جذب الانتباه. لأن مثل هذه المسيرة في الهند غير مجدية وغير مرغوب فيها أيضا».
وفي السياق ذاته، حذرت جماعة يمينية أن «الهند لن تتهاون في حال ظهور نساء بملابس مثيرة للقيام بأول (مسيرة ساقطات) في البلاد». فصرح متحدث باسم جماعة «فيشو هندو باريشاد» اليمينية أن الهند لن تسمح بأي شيء يتعدى حدود الثقافة الهندية.
على الرغم من الانتقادات، أعلنت 20 ألف امرأة نيتهن المشاركة في المسيرة على صفحة الـ«فيس بوك» الداعية للمسيرة، والشيء المهم في المجتمع الهندي المحافظ أن المسيرة ليست للدفاع عن ارتداء ملابس ساخنة. بالإضافة إلى ذلك، أبدى عدد كبير من الأفراد رغبة في الانضمام إلى المسيرة، معتقدين أن هذا قد يساعد على تغيير العقليات تجاه وضع المرأة في المجتمع الهندي.
وقالت ميشيكا سينغ، من المنظمين: «لا تهدف هذه المسيرة إلى الإشارة إلى الملابس أو القول: (إنني أستطيع أن أرتدي ما أريد). إن مشكلاتنا في الهند أكثر خطورة من ذلك، فهنا لا يبدأ كفاحنا عندما نخرج بملابس ساخنة، إنما يبدأ في اللحظة التي نولد فيها؛ ففي الهند لا يهم التوقيت أو نوعية الملابس التي ترتدينها - فمن الممكن أن تكوني مرتدية جينزا أو (شالوار كامييز) (وهو رداء تقليدي يتكون من سترة نسائية وبنطال) أو شورتا أو أي شيء – كي تلفتي الانتباه أو تتعرضي للنظرات الجارحة أو الاغتصاب أو السب أو المضايقة باستمرار. إننا نحتاج إلى أن نسترد حقوقنا الأساسية، نحتاج أن نسترد وضعنا. نريد أن نركز على تغيير الاتجاهات الاجتماعية تجاه النساء. ففي كل مرة يتم الاعتداء فيها على المرأة، لا يلقي الناس اللوم على مرتكب الجريمة؛ بدلا عن ذلك يتم توجيه محاضرة للمرأة عما يجب أن ترتديه والأماكن التي تذهب إليها والمناطق المحرمة عليها». وقد دعمت جول باناج ممثلة بوليوود التي ستشارك في هذا الحدث هذه الفكرة. وتقول: «يتم اغتصاب المرأة هنا بينما ترتدي (الساري) و(سلوار كامييز). لذا؛ فما من حاجة لارتداء ملابس عارية. فمتى تحدث جريمة جنسية هنا يضع رئيس الوزراء والسلطة القضائية والشرطة اللوم على النساء؛ لماذا تأخرت لهذا الوقت؟ لماذا ترتدي هكذا؟ لذا فعندما تخلي الدولة مسؤوليتها، فإن الخطوة الأخرى هي أن تسلحن أنفسكن».
وسوف نرى كيف ستغير هذه المسيرة عقلية مرتكبي الجرائم ضد المرأة في الهند. رغم أن شرطة دلهي مستعدة لمنع أي تحرش أثناء المسيرة.
ولن ترتدي المشاركات في المسيرة الجوارب الشبكية الطويلة أو سراويل مثيرة. وستعقد في قصر كونوت بلاس في قلب العاصمة الهندية، دلهي؛ عوضا عن ذلك ستقوم النساء بارتداء ملابس محتشمة في حملتهن ضد التحرش الجنسي، خلافا لما ترتديه نظيراتهن في المسيرات الأخرى، حيث طالبت المنظمات النساء المشاركات بارتداء ملابس «محتشمة» لهذا الحدث.
والمعروف أن «مسيرات الساقطات» التي أقيمت في دول غربية شهدت ارتداء النساء لملابس مثيرة ووضعن المكياج الصارخ أثناء المسيرات، أما منظمة النسخة الهندية من المسيرة، أومانج سابهاروال، التي يبلغ عمرها 19 عاما فتقول: «إن الهدف من المسيرة هو تحويل اللوم من الضحايا إلى مرتكبي الجرائم ضد النساء، فلا توجد علاقة بين الملابس التي ترتديها النساء والتحرش».
وتضيف أن سبب تغيير اسم المسيرة هو «إننا أردنا أن تكون الحركة أكثر شمولا وتلبي رغبات النساء من جميع المسيرات، ولا نريد أن يتم إساءة فهم الحدث بسبب تسميته. فـ(مسيرة الساقطات) في دلهي هي حركة ضد مرتكبي الجرائم الجنسية، ضد العقلية التي تحط من قدر أي شيء يوصف بأنه مستقل ومعبر»، وذلك حسب ما ذكر الموقع الإلكتروني الذي يدعو إلى المسيرة. وقد تم تأجيل موعد المسيرة التي تقرر خروجها في نيودلهي بسبب كثرة الأعداد والخلاف حول الحصول على تصريح من سلطات المدينة.
وقد نظمت «مسيرة الساقطات» في تورونتو بكندا في أعقاب كلمة لضابط شرطة أمام طلاب جامعة يورك الكندية قال فيها: «ينبغي على النساء عدم ارتداء ملابس ساخنة حتى لا يتعرضن للتحرش الجنسي». في أعقاب ذلك الوقت اندلعت أول مسيرة في الثالث من أبريل (نيسان) هذا العام، كما خرجت مسيرات مماثلة في شيكاغو وايدنبرغ وساو باولو وأمستردام وكوبنهاغن ولندن وسيدني وبرازيليا. وليس هذا فقط، بل ستعقد مسيرات مشابهة في القريب العاجل في أماكن متفرقة مثل لشبونة وويلنغتون وأوكلاند وموريليا وسيول وكوريتيبا وهلسنكي وميونيخ ودبلن.
وعلى الرغم من أن الفكرة نشأت في الغرب فإنها وجدت وجوه شبه كثيرة في الهند، بخاصة في دلهي التي اكتسبت لقبا مخزيا وهو «عاصمة الاغتصاب الهندية»، حيث وقعت نسبة 25 في المائة من حالات الاغتصاب في الهند بالعاصمة دلهي، وفق ما ذكره المكتب الوطني لسجلات الجريمة، رغم أن دلهي تضم 1.38 في المائة فقط من تعداد سكان الهند. ويتم تسجيل حالة اغتصاب في العاصمة كل 18 ساعة. ولكن المشكلة أخطر من ذلك؛ حيث وصلت حالات الاغتصاب مؤخرا في ولاية أوتار براديش التي تقع بجوار العاصمة خلال أسبوعين إلى 14 حالة اغتصاب من بينها 8 حالات في 48 ساعة فقط. وتم اغتصاب امرأة على يد عصابة ثم أحرقوها حية، بينما تم إخراج عين امرأة أخرى عندما قامت بمقاومة مهاجميها.
في الوقت نفسه، أثارت هذه المسيرة الاحتجاجية نقاشات داخل الهند حول ما إذا كانت تتفق والمجتمع الهندي المحافظ. فترى شوبها دي، المؤلفة صاحبة أكثر الكتب مبيعا، أنها تعارض «مسيرة الساقطات»، «وبشكل خاص مدى تعارضها والثقافة الهندية. فهي ليست سوى مسيرة تهدف إلى جذب الانتباه. لأن مثل هذه المسيرة في الهند غير مجدية وغير مرغوب فيها أيضا».
وفي السياق ذاته، حذرت جماعة يمينية أن «الهند لن تتهاون في حال ظهور نساء بملابس مثيرة للقيام بأول (مسيرة ساقطات) في البلاد». فصرح متحدث باسم جماعة «فيشو هندو باريشاد» اليمينية أن الهند لن تسمح بأي شيء يتعدى حدود الثقافة الهندية.
على الرغم من الانتقادات، أعلنت 20 ألف امرأة نيتهن المشاركة في المسيرة على صفحة الـ«فيس بوك» الداعية للمسيرة، والشيء المهم في المجتمع الهندي المحافظ أن المسيرة ليست للدفاع عن ارتداء ملابس ساخنة. بالإضافة إلى ذلك، أبدى عدد كبير من الأفراد رغبة في الانضمام إلى المسيرة، معتقدين أن هذا قد يساعد على تغيير العقليات تجاه وضع المرأة في المجتمع الهندي.
وقالت ميشيكا سينغ، من المنظمين: «لا تهدف هذه المسيرة إلى الإشارة إلى الملابس أو القول: (إنني أستطيع أن أرتدي ما أريد). إن مشكلاتنا في الهند أكثر خطورة من ذلك، فهنا لا يبدأ كفاحنا عندما نخرج بملابس ساخنة، إنما يبدأ في اللحظة التي نولد فيها؛ ففي الهند لا يهم التوقيت أو نوعية الملابس التي ترتدينها - فمن الممكن أن تكوني مرتدية جينزا أو (شالوار كامييز) (وهو رداء تقليدي يتكون من سترة نسائية وبنطال) أو شورتا أو أي شيء – كي تلفتي الانتباه أو تتعرضي للنظرات الجارحة أو الاغتصاب أو السب أو المضايقة باستمرار. إننا نحتاج إلى أن نسترد حقوقنا الأساسية، نحتاج أن نسترد وضعنا. نريد أن نركز على تغيير الاتجاهات الاجتماعية تجاه النساء. ففي كل مرة يتم الاعتداء فيها على المرأة، لا يلقي الناس اللوم على مرتكب الجريمة؛ بدلا عن ذلك يتم توجيه محاضرة للمرأة عما يجب أن ترتديه والأماكن التي تذهب إليها والمناطق المحرمة عليها». وقد دعمت جول باناج ممثلة بوليوود التي ستشارك في هذا الحدث هذه الفكرة. وتقول: «يتم اغتصاب المرأة هنا بينما ترتدي (الساري) و(سلوار كامييز). لذا؛ فما من حاجة لارتداء ملابس عارية. فمتى تحدث جريمة جنسية هنا يضع رئيس الوزراء والسلطة القضائية والشرطة اللوم على النساء؛ لماذا تأخرت لهذا الوقت؟ لماذا ترتدي هكذا؟ لذا فعندما تخلي الدولة مسؤوليتها، فإن الخطوة الأخرى هي أن تسلحن أنفسكن».
وسوف نرى كيف ستغير هذه المسيرة عقلية مرتكبي الجرائم ضد المرأة في الهند. رغم أن شرطة دلهي مستعدة لمنع أي تحرش أثناء المسيرة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire