حمة الهمامي أمينا عاما..وقانون أساسي يقطع مع مركزية القرار
سعي للدخول في عمل جبهوي مع القوى الديمقراطية
أعلن حمة الهمامي أمين عام حزب العمال الشيوعي التونسي في ندوة صحفية عقدها أمس بالمقر المركزي للحزب عن توليه رسميا الأمانة العامة للحزب، بعد أن شغل منصب الناطق الرسمي باسم حزب العمال لسنوات طويلة.
وتأتي هذه الندوة للوقوف على ما أفرزه المؤتمر الوطني للحزب الذي عقد بين 23 و24 و25 جويلية الماضي، حيث تم انتخاب مكتب وطني للحزب ضم 21 عضوا بعد أن كان يضم 11 عضوا مؤقتين.
وأفاد الهمامي من ناحية أخرى أن حزبه، أعد كل الظروف الملائمة للتحول إلى العمل العلني بعد سنوات طويلة من العمل السري، وذلك باعتماد قانون أساسي جديد يقطع مع مركزية القرار.
ومن ناحية أخرى أوضح الهمامي أن قيادة الحزب تسعى للدخول ضمن عمل جبهوي تجمعه بالقوى الديمقراطية.
وتطرق الهمامي إلى مؤتمر الحزب حيث أفاد أن هذه المحطة حضرها 234 مؤتمرا أكثر من نصفهم نساء وشباب.
وانتهى مؤتمر حزب العمال إلى المصادقة على اللائحة السياسية التي أكدت على ضرورة مواصلة الحزب نهجه السياسي وفق قراءته للواقع مشددا على أن أهم المهام المطروحة هي "استكمال مهام الثورة".
وبعد النقاشات التي جرت في هياكل الحزب حول إمكانية تغيير تسمية الحزب وإلغاء كلمة "الشيوعي" منه، أكد حمة الهمامي أن أغلب المؤتمرين قرروا الإبقاء على تسمية الحزب دون تغيير وذلك لأن مختلف المعارك والنضالات التي شارك بها الحزب كانت تحت هذه التسمية.
وعن إمكانية أن يحذف الحزب "الشيوعية" من تسميته، تساءل العديدون إن كان ذلك مؤشرا على بداية التخلي عن المرجعية الماركسية اللينينية للحزب والتي لم يقطع معها "البوكت" رغم ما يعتبره الشيوعيون مرور اليسار بمرحلة "جزرعالمية" لهذا الفكر والمعتقد السياسي، وتخلي عديد الأحزاب عن هذا المنهج بعد سقوط المعسكر الشرقي في بداية التسعينات. ويتعرض الشيوعيون إلى نقد حاد من مدارس سياسية منافسة لها، حيث يعتبرها الليبراليون تهديدا مباشرا للحريات الفردية والعامة، خاصة أن التجارب الشيوعية السوفياتية والصينية شهدت "كوارث" إنسانية في هذا الشأن، كما يعتبرها كل من التيارين الإسلامي والقومي بالساحة العربية، مدرسة سياسية مادية صرفة لا تكترث بالجوانب المعنوية والروحية.
في نفس السياق، فان حزب العمال حافظ على تبنيه للمرجعية الماركسية اللينينية الستالينية رغم تغير الخارطة السياسية العالمية وزوال المعسكر الشرقي منذ عقدين تقريبا، وإعادة القراءة المتواصلة لأهم منظري الفكر الشيوعي للنظرية.
ويعد "هيئة أركان الطبقة العاملة" كما يطلق عليه مناضلوه، من طلائع الأحزاب الثورية التونسية، فقد تأسس في أواسط الثمانينات بعد نقاشات عديدة في الأوساط الشيوعية، ويعتبره المتابعون من ورثة حركة العامل التونسي التي تبنت الماركسية وعملت في الأوساط الشبابية والعمالية في السبعينات
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire