Social Icons

6 août 2011

زوجتي اكبر مني اين المشكل


زوجتي اكبر مني

تعّود الناس وخاصة في المجتمعات المحافظة  أن يكون الزوج اكبر من زوجته و لو بفترة زمنية بسيطة ، واضحى هذا الأمر ثقافة مجتمعية سائدة، لا تقبل النقد  أو التشكيك في صحتها .

ولكن من بركات الثورة المتسارعة في عالم التكنولوجيا والاتصالات التي دخلت بيوتنا رغماً عنا، أنها احدثت تغييرات كثيرة في مفاهيم ومعتقدات تعاقبت عليها أجيال وأجيال ، ومنها الفكرة التي نطرحها مدار بحثٍ في هذا التقرير  وهي : هل هناك مانع أو حرج من أن تكون زوجتي اكبر سناً مني؟

نحاول في هذا التقرير الإجابة عن هذا السؤال وطرح هذا الموضوع للبحث و النقاش، مستطلعين اكبر قدر ممكن من الآراء من أهل العلم والخبرة والاختصاص، وعامة الناس، نظراً لأهميته وبروز كثير من الحالات التي حاول فيها أصحابها الارتباط والزواج، وتكون فيها الأنثى اكبر من الرجل ، ولكنهم اصطدموا بعادات وتقاليد متوارثة حرمتهم هذا الارتباط. فلماذا يحرم الأحبة من الارتباط بداعي فارق العمر ؟ وهل فارق العمر مانعٌ أو حائلٌ من زواجهم مع وجود الانسجام والتفاهم والمودة فيما بينهم؟ سؤال نطرحه آملين أن نجد إجابة شافيةً مقنعةً  عليه.

المحامي الشرعي الأستاذ صهيب أيوب (35) عاماً  قال انه من حيث المبدأ لا مشكلة في أن تكون الزوجة  اكبر في العمر من زوجها ، بل بالعكس فالأستاذ صهيب يشجع على هذا الأمر ولا يجده غريباً أو مستهجناً ، بشرط أن  يكون الفارق  بينهما من 4 إلى 6 سنوات ، فهذا الفارق مستوعب ومعقول، لكن إذا زاد عن هذا الحد فقد يكون من الصعب وجود توافق بينهما، ولان الزوجة تكبر بسرعة أكثر من الرجل ويطرأ عليها تغييرات  صحية ونفسية وفسيولوجية كثيرة . وأضاف الأستاذ صهيب انه ومن خلال عمله خرج بنتيجة مؤداها أن  تدخلات الأهل هي السبب في أغلب المشاكل الزوجية بشكل عام، وهي في هذه الحالات اظهر وأوضح. وان التفاهم والاستقلالية في اتخذا القرار والاحترام المتبادل ومعرفة الحقوق والواجبات كفيلة بنجاح أي ارتباط . واستهجن الأستاذ صهيب في حديثه رفض الأهل للارتباط إذا كانت الزوجة اكبر من زوجها، وقال : أن المجتمع يرفض لأجل الرفض، وبسبب العادات المتوارثة .

سارة (40) عاماً قالت أنها لا تجد في هذا الأمر حرجاً أو مشكلة طالما كان الحب والتفاهم موجوداً بين الشريكين ، حتى لو وصل الفارق بينهما إلى عشر سنوات فإنها لا تجد مشكلة في ذلك . وأضافت أن لها شقيقتان متزوجتان من شابين اكبر منهن سناً  وحياتهن عامرة بالسعادة .

المحامي والإعلامي أيمن الصباح (50) عاماً عبر عن رأيه في هذا الموضوع قائلاً إن عمر الشريكين لا ينبغي أن يمنع زواجهما بشرط وجود التفاهم والحب بينهما، وان لا تكون الزوجة اكبر من زوجها بكثير، وفصل الأستاذ الصباح في هذه النقطة قائلاً : إننا ينبغي أن نكون منطقيين، وان لا يكون البون بينهما شاسعاً، ولا يتجاوز 3-5 سنوات، وليس أكثر من ذلك .

هداية (32) عاماً اجابت باستغراب عندما سألناها عن رأيها في هذا الموضوع قالت : ما الذي يجبر  شاباً على الارتباط  ممن هي اكبر منه سناً، حتى لو كان الفارق بسيطاً . وهل انعدمت الخيارات أمام الشباب  حتى يلجا الواحد منه إلى الزواج بمن تكبره سناً؟؟؟!!!

عدنان (51) عاماً ويعمل محاسباً، سألناه عن رأيه في هذا الأمر فقال : إن هذا الموضوع ليس له معيار واحد يحكمه ونستطيع القياس عليه، فيجب دراسة كل حالة على حدة، فما يصلح لفلان لا يصلح لغيره والعكس صحيح، وسرد عدنان  واقعة يعرف أصحابها، كان فيها الوالد متزوجاً من سيدة اكبر منه، وبعد توالي السنوات اراد الابن تكرار التجربة لكنه اصطدم برفض الأب ، والحجة أن أباه لم يكن سعيداً بتجربته، وعقب  على هذه الحكاية قائلاً : انه لا يمكن القياس على تجربة الأب إذا كانت فاشلة، لان هناك الكثير من التجارب الناجحة .

مؤمن (34) عاماً أستاذ ثانوي يقول : انه من حيث المبدأ  لا مشكلة في ارتباط الشاب بفتاة تكبره سناً، لكن أن لا يزيد الفرق بينهما عن أربع سنوات أو خمس بالحد الأقصى، ويبرر الأستاذ مؤمن ارتباط الرجل بمن تكبره سناً بأنه قد يكون لذلك أكثر من سبب ، منها الأسباب المادية أو الصحية، أو  أن الرجل لا يجد صفات مناسبة في من هن في عمره أو اصغر سناً  فيلجأ إلى الارتباط بمن هي اكبر منه في العمر .

حالات متعددة سمعنا عنها لأُناس خاضوا غمار مثل هذه (المغامرة)، منهم من نجح ومنهم من فشل، ولكلٍ منهم أسبابه، فليس للأمر  قانون يحكمه أو معيار ينظمه، إنما هي حالات تتنوع ظروفها وتختلف  .

(ب) و (ع) شابان فلسطينيان تزوجا من سنوات عدة ، السيدة (ع) تكبر زوجها بأحد عشر عاماً ، وهو فارق كبير وكبير جداً بالنسبة إلى البعض ، إلا أن (ب) أصر على رأيه وتعرض إلى الكثير من النقد والتهجم الذي وصل حد التهكم ، ومع ذلك كان يزداد إصراره يوماً بعد يوم ، وأثبتت الأيام حُسن اختياره وصحة وصواب ما أصر عليه . واليوم هما يعيشان سوياً في سعادة وهناء وأنجبا ثلاثة أولاد وبنت واحدة .

محمد وعائشة كانا على نفس النهج من الإصرار والتحدي، فكفة السن تميل إلى عائشة بحوالي العام الواحد فقط، ورغم سيل المعارضة الجارف الذي تعرضا له كونهما يعيشان في إحدى القرى الفلسطينية المحافظة،  إلا أن ثقتهما بالله عزوجل كما يقول محمد وثقته بعائشة جعلته يتحدى الكون كله  للارتباط بها ، وهما اليوم يعيشان تحت مظلة أسرة سعيدة، ولديهما من الأبناء ولدان وبنت .

وفي مقابل هذه الحالات التي تعتبر ناجحة، إلا أن الواقع يحدثنا عن أخرى على النقيض من ذلك ، وسبب ذلك  لا يعود إلى فارق السن حصراً ، بل تعددت الأسباب وتنوعت، ولا نجافي الحقيقة إذا قلنا أن احد الأسباب الرئيسية هو الخطأ في الاختيار من الأساس، الذي قد يكون من كلا الطرفين وليس من طرفٍ بعينه .

  وختاماً  هناك سؤال كبير نطرحه على الكل  : هل إذا كانت الإنسانة التي أحب  اكبر مني سناً  فذلك يمنعني من الارتباط بها؟  لماذا أحرم من حلم عمري ؟ لماذا يُحكم علي بالتعاسة والشقاء ابد الدهر؟

سؤال نتمنى أن نجد الإجابة عليه من مجتمعنا ومثقفينا وأصحاب العلاقة في هذا الأمر؟؟؟!!!

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Preview on Feedage: tunisia-daily-news Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki