شوارع الجزائر تخلو من المارة لمشاهدة مبارك بقفص الاتهام

خلت معظم شوارع العاصمة الجزائرية من المارة يوم الأربعاء 3 أغسطس/آب خلال نقل وقائع المحاكمة التاريخية للرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي ومعاونيه بمحكمة شمال القاهرة على الهواء مباشرة.

وحرص أغلب الجزائريين على متابعة وقائع القضية على الهواء مباشرة على "الفضائية المصرية" أو قناة "النيل للأخبار"، فيما تصدر خبر المحاكمة جميع نشرات الإذاعة والتليفزيون في الجزائر، بحسب صحيفة "الأخبار" المصرية الخميس 4 أغسطس/آب 2011م.

من جهتها حرصت إذاعة الجزائر الدولية على نقل مقتطفات من وقائع المحاكمة، وخاصةً نفي الرئيس السابق حسني مبارك كل التهم الموجهة إليه.

وكانت صحيفة (الخبر) الجزائرية قد ذكرت أمس الأربعاء أن أنظار ملايين المصريين اليوم ومعهم ملايين البشر من غير المصريين تتوجه إلى متابعة واحدةٍ من المحاكمات "الشعبية" التي سيبقى التاريخ شاهدا عليها، وهي محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه جمال وعلاء.

وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان "رسائل أم الدنيا" أنه لا مجال للمقارنة بين محاكمة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ومحاكمة مبارك، رغم الاهتمام السياسي والإعلامي العالمي بهما؛ فالرئيس صدام حوكم تحت إمرة الاحتلال الأمريكي، أي محكمة احتلال، أما مبارك فهو يحاكم من قبل قضاء مصري عادل بعد نجاح ثورة 25 يناير الشعبية.



تجدر الإشارة إلى أن العلاقة بين مصر والجزائر شهدت توترا كبيرا خلال العام قبل الأخير من حكم مبارك؛ بسبب أحداث مباراة كرة القدم الشهيرة بين منتخبي البلدين، والمعروفة إعلاميا بموقعة "أم درمان".

وحظيت محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال باهتمام إعلامي واسع داخل مصر وخارجها، باعتباره أول رئيس عربي يتم محاكمته من قبل شعبه.

وكان رئيس محكمة جنايات القاهرة القاضي أحمد رفعت قد أعلن ظهر أمس الأربعاء تأجيل محاكمة مبارك ونجليه علاء وجمال إلى الخامس عشر من أغسطس/آب الجاري.

كما أكد أن المحكمة "تأمر بإيداع الرئيس السابق في مستشفى المركز الطبي العالمي بشرق القاهرة"؛ حتى يتسنّى له حضور بقية جلسات المحاكمة، كما أنها توافق على طلب الدفاع بأن يقوم طبيب متخصص في الأورام بمتابعة الحالة الصحية لمبارك "كلما استلزم الأمر".

ويقع المركز الطبي العالمي في مكان غير بعيد عن أكاديمية الشرطة التي تجري فيها المحاكمة، وهو مستشفى يخضع لإشراف القوات المسلحة، إلا أنه مفتوح للمدنيين.

ويواجه مبارك ونجلاه جمال وعلاء تهم قتل المتظاهرين والتربح واستغلال النفوذ والإضرار العمدي بالمال العام.

كما يحاكم غيابيا في القضية نفسها رجل الأعمال المقرب جدا من مبارك حسين سالم، الذي فرّ إلى اسبانيا بعد اندلاع التظاهرات في 25 كانون الثاني/يناير الماضي، حيث تم حبسه احتياطيا منذ 17 حزيران/يونيو للاشتباه في ارتكابه جرائم "غسيل أموال واحتيال وفساد".