"فراشات" الحقول، تنتقل بين التصاميم الفضفاضة راقصات من الحدائق العربية، وتتغني بربيع الجمال كأنه نشيد صباحي من زمن الالحان الجميلة كل تصميم، يحمل عبقه الخاص من مروج جبلية تنساب على الاجساد الممشوقة، وتتدفق أحاسيساً كأنها ينابيع في كل لغة شعرية على حدة.. هكذا أرادها المصمم ساهر ضيا التي اطلق مجموعته الجديدة من الازياء الراقية لموسم ربيع صيف 2010، والتي تشتغل بريقاً أخاذاً وتنهدل ببساطها، كأننا في عرس طبيعي لا ينتهي.
تتشابه التصاميم بالزهور الربيعية، وتحمل عبير خاص تنتقل فيها الفراشات النادرة من زهرة بنفسجية، الى أخرى زهرية ، ثم الى تصميم ناري بلون أحمر، ذلك الذي يترك انطباعاً أنيقاً ببساطته ولغته الحميمة. هكذا، تتجه "الفراشات" مرة أخرى الى الحديقة الأم، حيث يترك الاسود سيد الالوان انطباعاته الارستقراطية على تصاميم تتألق حيناً بطيات القماش الناعم، وحيناً آخر بطيات مشغولة بعناية بأحجار شك وتطريز من اللون والنمط نفسه... وهي على أي حال طريقة مبتكرة بالخياطة الملوكية، اذ تتناغم من روح القماش، وتنسجم مع أحاسيسه. وازدادت التصاميم بريقاً بالألوان، حيث أعتمد المصمم ساهر ضيا الألوان المتدرجة في بعض الفساتين، تلك التي تبدو لوحات تشكيلية مستوحاة من الربيع وحيوية زهوره وألوان الفراشات النادرة.
الاقمشة، بدورها، تركت انطباعاً بسيطاً ومفعماً بالانوثة على المجموعة. اذ استخدم المصمم ساهر ضيا اقمشة الحرير والتافتا والساتان التي تشع حيوية أنثوية طاغية. وتنوعت بالقصات المريحة بين التصاميم الطويلة والفساتين العملية والقصيرة التي تتناسب مع حفلات الكوكتيل، فيما ترك مساحة حرة على الصدر والبطن، تنسدل كقصيدة شعرية إلى الأسفل، أو تجسد الفستان ككتلة واحدة، حيث تبدو ضيقة وبوهيمية في بعض تفاصيل المجموعة.
ولم يتخلّ المصمم ساهر ضيا عن اللغة الفرحة في كل فساتين الزفاف. فقد نسجها من غير تعقيد، وقدمها فساتين حالمة، مطرزة بالابيض الناصع، وشكّها وروداً وازهاراً بريئة، واتسمت ببساطتها المطلقة. تلك فساتين الاحلام من وجهة نظر المصمم، وتنسجم مع الطابع العام للمجموعة المستوحى من فراشات الربيع وازهاره. وبدا فستان الزفاف مشغول بعناية ودقة متناهية لا يقترب من البهرجة بقدر ما يمنح العروس الطابع الملوكي البرئ.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire